المشير طنطاوي رجل المرحلة المصيرية في تاريخ مصر.. وبطل ملحمة المزرعة الصينية
رحل فجر اليوم الثلاثاء، المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، وأحد أبرز رموز العسكرية المصرية، خاض 3 حروب، وتولى مسؤولية إدارة شؤون مصر في مرحلة تاريخية مصيرية وحاسمة، مع اندلاع أحداث الثورة الشعبية في 25 يناير 2011 وحافظ على استقرار سفينة الوطن التي هبت عليها عواصف كاسحة، و تربصت بها مؤامرات خارجية، وأنقذ مصر من مصير دول «الربيع العربي» التي لا تزال تعاني من تداعيات ما حدث.
تعرض المشير محمد حسين طنطاوي لأزمة صحية قبل نحو 3 شهور، ورحل عن عمر يناهز 85 عاما، وترك سجلا حافلا بالانجازات الوطنية والقومية، وشارك في حرب 1967، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973.
- وقال عنه الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل: المشير طنطاوي يتمتع بفكر استراتيجي على درجة عالية من الوعي القومي، وإلمام شامل بضرورات وتحديات الأمن القومي العربي بمفهومه شامل .. هو رجل وطني مخلص وقائد عسكري عربي كبير.
نصب مصيدة المزرعة الصينية للإسرائيليين
خلال الأسبوع الأول من حرب التحرير في السادس من أكتوبر 1973 كانت عيون الإسرائيليين تتجه إلى غرب قناة السويس للخروج من صدمة الانتصار العسكري المصري في الضفة الشرقية من القناة .. وكانت «المزرعة الصينية» غرب القناة ذات طابع إستراتيجي كبير جدا ، وتنبع أهميتها من منطلق أنه فى حالة تمكن العدو من الاقتحام منه والانتقال لغرب القناة، سيكون على مسافة 100 كيلو من القاهرة، كما أنه سيكون فى نقطة مفصلية مهمة جدًا ما بين الجيشين الميدانيين الثانى والثالث.
وفي حال احتلال العدو للمنطقة، كان سيكون كارت ضغط على مصر فى حالة وقف إطلاق النار أثناء الحرب، لأنها تقع بين الجيشين الثاني والثالث، ومن هنا كانت القيادة تولى أهمية قصوى للمزرعة الصينية.
الهجوم الإسرائيلي على المزرعة الصينية
استنفذ العدو الإسرائيلى جميع محاولاته للقيام بالهجمات والضربات المضادة ضد رؤوس الكبارى، فبدأ تفكيره يتجه إلى ضرورة تكثيف الجهود ضد قطاع محدد حتى تنجح القوات الإسرائيلية فى تحقيق اختراق تنفذ منه إلى غرب القناة.
وكان اختيار القيادة الإسرائيلية ليكون اتجاه الهجوم الرئيسى لها فى اتجاه الجانب الأيمن للجيش الثانى الميدانى فى قطاع الفرقة 16 مشاة وبالتحديد فى اتجاه محور الطاسة والدفرسوار، وبذلك أصبحت المزرعة الصينية هى هدف القوات الإسرائيلية المهاجمة فى اتجاه قناة السويس على هذا المحور.
بدأت معركة المزرعة الصينية يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث قام العدو بهجوم مركز بالطيران طوال النهار على جميع الخنادق وقيادة الكتيبة وكان الضرب دقيقا ومركزًا، كما سلطت المدفعية بعيدة المدى نيرانها بشراسة طوال ساعات سطوع الشمس، واستمر هذا الهجوم حتى الغروب.
كيف خدع طنطاوي الإسرائيليين
كان المشير محمد حسين طنطاوي، قائد الكتيبة 16 من الفرقة 16 مشاة، حينها، وكان وقتها برتبة مقدم، وذلك نظرًا لتأثيرها الكبير سواء من الناحية التكتيكية على أرض المعركة أو من الناحية النفسية بين الجنود، بما أسهم في تحقيق الانتصار المدوي على إسرائيل.
وقرر المشير طنطاوي وقف إطلاق النار تمامًا لإغراء قوات العدو على التقدم عبر المنطقة الواقعة بين الجيش الثاني والجيش الثالث الميدانيين على الضفة الشرقية لقناة السويس، وبالفعل تقدمت القوات الإسرائيلية حتى أصبحت في مرمى نيران القوات المصرية ولا يمكن أن تخطئها أي رصاصة حتى من بندقية صغيرة، وفور تقدمها حاصرها المشير طنطاوي بقواته ودمرت القوات المصرية 60 دبابة.
- والمزرعة الصينية هى مزرعة تجريبية أنشئت فى الخمسينات، وعمل بها بعض الخبراء اليابانيون وكانت لهم كتابات يابانية على بعض الأماكن بها وظن الإسرائيليون أنها كتابة صينية ومن هنا أطلق عليها «المزرعة الصينية».