في قطاع غزة، الذى أنهكته الحروب والحصار، وانعكاس ذلك على الحالة الأوضاع النفسية لدى الفلسطينيين وازدياد حالات القلق بسبب الظروف لديهم، يلجأ العشرات من مواطني قطاع غزة إلى ممارسة الرياضة الصباحية على ساحل البحر، للهروب من ضغوطات الحياة.
وذلك الأمر، دفع خلدون أبو سليم الموظف بأحد البنوك، إلى ممارسة رياضة المشى كل صباح من أن يكون يومه مليئ بالنشاط والحيوية، قائلا: “المشي في الصباح رياضة محببة لدي، فهي مفيدة لصحة الإنسان و تجديد نشاطه، خاصة أننا في ظل ما يشهده القطاع من فيروس كورونا و فترات العزل، فنحن بحاجة لممارسة الرياضة من أجل تنشيط أنفسنا”.
وأينما تنظر تجد حالة نشطة من النساء و الرجال من مختلف الأعمار وحتى الصبية الصغار برفقة أبائهم ، إما يركضون أو يركبون على دراجات هوائية و آخرون يمشون من أجل تجديد نشاطهم و التخلص من ضغوطات الحياة السلبية .
صفاء الذهن و تنمية الذكاء
وأكدت معلمة التربية الرياضة رندا نصر الله ، و التى كانت تمارس رياضة المشي برفقة أبنائها، أن الرياضة في الصباح لها أهمية خاصة من حيث المساعدة على صفاء الذهن و تنمية الذكاء لدى من يمارسها ، وتساعد على تنشيط الخلايا في الجسم و زيادة اللياقة البندية”.
وشددت نصر الله، على ضرورة أن يمارس كل إنسان الرياضة في الفترة الصباحية، خاصة في ظل الظروف التى تحيط بالناس في قطاع غزة من ضغوطات نفسية، وهذا يساعدهم على تغيير الروتين اليومي لديهم للخروج بنفسيات أفضل”.
ويري أدهم جاد الحق رئيس قسم بوزارة الصحة، أن أهم شيء من ممارسة الرياضة وخاصة في الصباح، هو معالجتها للإكتئاب النفسي الذى يمر به المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة.
وأوضح جاد الحق، أن الرياضة تجعل من الإنسان شخص منظّم وبالتالي ينعكس هذا التنظيم على حياته ككل فيصبح منظم في الجوانب الاجتماعية والعملية في حياته.
التدفق الحر للأفكار
وتشير العديد من الدارسات الطبية، إلى أن 20 إلى 30 دقيقة من التمرين قبل أداء مهمة عقلية تزيد من وقت رد الفعل وتحسن عملية صنع القرار، ووجدت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد أن “المشي يفتح التدفق الحر للأفكار، وهو حل بسيط وقوي لأهداف زيادة الإبداع وزيادة النشاط البدني”.
وتعد رياضة المشي مقاوم للجوع، كون تناول الطعام تحت ضغط نفسي أو ما يعرف باسم “الأكل العاطفي” يدفع الإنسان على استهلاك الطعام ردا على الشعور بعواطف سلبية معينة، مثل فشل العديد من أهداف فقدان الوزن.
ويسبب الضغط النفسي إفراز هرمونات تجعلك تتناول أطعمة مريحة، وقد يكون المشي قادرا على حل هذه المشكلة، إذ ثبت أن 15 دقيقة فقط من المشي السريع يحد من الرغبة الشديدة في تناول الوجبات الخفيفة السكرية لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
و تساعد ممارسة رياضة المشي انخفاض مستويات الاكتئاب والقلق وخفض مؤشر كتلة الجسم السفلى ومحيط الخصر، بالإضافة إلى تحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى المصابين بداء السكري من النوع 2، وانخفاض ضغط الدم وخفض الكوليسترول الضار.
