نجحت الدبلوماسية العربية في حفظ الأمن القومي العربي بمنطقة الشرق الأوسط، حيث بذلت الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والكويت في إحداث انفراجة كبيرة في «المصالحة مع قطر».
وشيئا فشيئا بدأت تتكشف أصداء اتفاق “العلا” بين قطر من جهة، والرباعي العربي الممثل في السعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة أخرى.
والتقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الأربعاء، بنظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وذلك على هامش الاجتماعات الوزارية لجامعة الدول العربية، في أول اجتماع رفيع المستوى منذ القمة.
وكان اتفاق العلا الموقع في الـ 5 من يناير/ كانون الثاني الماضي، أنهى 3 سنوات من القطيعة بين قطر والرباعي وأكد بيان القمة الختامي على عودة كامل العلاقات الدبلوماسية، وسط ترحيب عربي ودولي بالخطوة لإنهاء الانقسام.
ووفق التقارير الدولية فإن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بقيادة مستشاره جاريد كوشنر كرست جهودا كبيرة أيضا، في نهاية فترتها لطي صفحة خلافات الدول الخليجية.
وتحدثنا في برنامج (مدار الغد) مع عدد من المحللين السياسيين، حول المصالحة العربية مع قطر، وأبرز الملامح التي بدأت تتضح على أرض الواقع.
“إرادة خليجية”
بداية، قال المحلل السياسي، صالح غريب، إن هذه الأزمة تمت بإرادة خليجية، وخاصة الكويت والسعودية، مؤكدا أن هناك زيارات غير معلنة تمت حتى أعلن وزير الخارجية الكويتي التوصل إلى حل لإنهاء الأزمة الخليجية.
وأوضح غريب، أن ما نشاهده الآن من تسارع يبني خلق صفقة بين قطر والرباعي العربي، لافتا إلى أن كل ما جرى تطبيق لاتفاقية “العلا” للاتفاق على ما هو مختلف عليه رغم القطيعة أكثر من 3 سنوات.
“اتفاق العلا”
من جانبه، قال رئيس الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتور عبد المنعم سعيد، إن اتفاق “العلا” يمثل تقدم العلاقات العربية في الحد من عمليات التدخل الخارجي.
الدبلوماسية العربية
ويرى، أستاذ العلوم السياسية من دبي، الدكتور عبد الخالق عبد الله، أن مرحلة بناء الثقة بين قطر و«الرباعي العربي» تمت سريعا، مؤكدا أن المصالحة انتقلت من دائرة الشك إلى دائرة اليقين.
وأضاف عبد الله، أن حل الأزمة الخليجية جاء من الوسط الخليجي والدبلوماسية العربية التي عملت على انفراجة في أزمة استمرت أكثر من 3 سنوات، مشيرا إلى أن المقاطعة كانت بقرار عربي والمصالحة تمت بقرار عربي.
وأردف عبد الله: نختلف مع بعض في أمور سياسية، ولكن دائما وأبدًا القرار عربي والقرار خليجي ونحن أقدر من غيرنا على حل خلافتنا.
حماية الأمن العربي
وأكد الكاتب الصحفي، مبارك العاتي، أن لقاء القاهرة يأتي تتويجا لنجاح قمة “العلا” ودخلنا مرحلة بناء الثقة بين الدول، مشيرا إلى أنها مجرد بداية لتجاوز العديد من الخلافات.
وأوضح العاتي أن ما حصل من اجتماعات في القاهرة يصب في مصلحة البناء على نتائج قمة “العلا” التي نجحت السعودية في إدارتها مع بقية الدول العربية، مشيرا إلى أنه يأمل الدخول في مرحلة ثانية لحماية الأمن القومي العربي.
مواجهة التحديات الإقليمية
وقال المسئول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، نورمان رول، إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب شاركت في أعمال دبلوماسية مع نظراء من دول الخليج لتحقيق تسوية عربية لمواجهة التحديات الإقليمية.
كما أوضح المسئول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أن إدارة بايدن هي الأخرى رحبت بهذه الخطوات، وشاهدنا اليوم قطر تشارك في اجتماع الوزراء العرب.
واتفقت مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين في يناير/ كانون الثاني على إعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية وروابط السفر مع قطر، بعد قطعها في عام 2017 بسبب اتهامات للدوحة بدعم الإرهاب، وهو ما نفته قطر.
وكانت الولايات المتحدة التي تربطها علاقات وثيقة بكل الدول المعنية تعتبر النزاع تهديدا لجهود احتواء إيران، وضغطت من أجل جبهة خليجية موحدة.
