كشف محللون سياسيون، وكتاب رأي، عن أسباب زيارة وفد من «حركة حماس» للقاهرة في ظل أزمات عديدة يمر بها قطاع غزة كالمصالحة الفلسطينية والتطورات الحاصلة مع سلطات الاحتلال.
وتوجه وفد من حركة حماس إلى القاهرة برئاسة صلاح العاروي، وروحي مشتهي، وخليل الحية وعزت الرشق للقاء المسؤوليين المصريين في جهاز المخابرات العامة.
وقال مدير تحرير جريدة الأهرام، أشرف أبو الهول، إن المال القطري قام بدور كارثي في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث اشترى هدوءا على جبهة غزة لسنوات، فيما استطاعت تل أبيت أن تفعل ما كانت تحلم به.
وأضاف أبو الهول أن “المال القطري” ساند إسرائيل في بناء الجدار العازل بينها وبين غزة، وتسبب في تأخير المصالحة الفلسطينية، إضافة أيضا إلى أنه أخمد روح المقاومة بشكل شديد لدى الفلسطينيين على اعتبار أن الهدوء مقابل المال.
وأوضح أبو الهول أن قطر وافقت على أن يكون التمويل متاحا لنهاية عام 2021، لأنها تستعد لإعلان إقامة علاقات خلال أسابيع أو شهور.
وأشار إلى أن المصالحة الفلسطينية تأثرت بسبب المال القطري، كما أنها لم تعد أولوية، حيث ستراهن حماس على أن إقامة بعض الدول العربية بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل سيؤثر على شعبية مصداقية السلطة وربما تؤخر المصالحة على أمل أن تتغير السلطة.
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، إن زيارة أي وفد فلسطيني إلى مصر تعد واجبة، كما يحدث بين أي بلد عربي، مؤكدا أن مصر قدمت الكثير لصالح الحقوق الفلسطينية.
وأرجع عوكل الزيارة في هذا التوقيت إلى أكثر من معنى، حيث مطلوب من حماس أن تبرر للمسؤولين المصريين أنها لم تختر تركيا أو قطر بديلا عن الدور المصري حول المصالحة الفلسطينية مع فتح.
وأضاف أن مصر تعد الضامن لمتابعة أي نجاح يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، كما أن هناك شيئا من التوتر بين قطاع غزة وإسرائيل، لا سيما أن تل أبيب تسعى لهدنة طويلة الأمد مع الفلسطينيين.
وأوضح عوكل أن ملف التهدئة والهدنة مطروح طوال الوقت، إضافة إلى أن هناك ملفا آخر مهما يتمثل في تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطا كبيرة كالمظاهرات بسبب الفساد وغيرها التي تشغله عن حل الملف بشكل كامل.
وكان المتحدث باسم حركة حماس في قطاع غزة، حازم قاسم، قال إن وفدًا قياديًا من الحركة سيزور القاهرة، للتباحث بشأن عدة ملفات.
وفي مقابلة مع «الغد»، أضاف قاسم أن القيادي في حماس، صلاح العاروري سيترأس وفد حماس في زيارته إلى القاهرة.
ويلتقي المسؤوليون المصريون في جهاز المخابرات العامة، الوفود القيادية الفلسطينية، لبحث إمكانية تخفيف العبء عن سكان قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي.
