اختارت صحيفة “جارديان” البريطانية عنوان “مصالح مشتركة في سوريا توحد روسيا وتركيا ضد الغرب” للتقرير الذي سلطت فيه الضوء على التداعيات المحتملة لمقتل السفير الروسي أندريه كارلوف يوم الإثنين الماضي، بعدما أطلق شخص كان مكلفا بحراسته النار عليه خلال حضوره معرضا فنيا في العاصمة التركية أنقرة، على العلاقات بين البلدين في ظل المصالح المشتركة التي تجمعها في سوريا.
وذكر التقرير أنه وبرغم مقتل السفير الروسي أندريه كارلوف في تركيا، تقف موسكو وأنقرة كتفا بكتف في خطة السلام المشتركة بينهما في البلد العربي الذي مزقته الحرب.
وقال التقرير إن حادث اغتيال كارلوف في تركيا كان سيعكر حتما صفو العلاقات بين موسكو وأنقرة، لو وقع قبل عام، على غرار ما حدث في أعقاب إسقاط تركيا طائرة حربية روسية في نوفمبر من العام 2015.
وأضاف التقرير أنه وقبيل مراسم جنازة كارلوف المقرر لها أمس الخميس، لم تظهر بعد أية نوايا لدى موسكو في اتخاذ إجراءات انتقامية حيال أنقرة. ولكن الحادث يقرب على ما يبدو البلدين أكثر، ويزيد المسافة بين تركيا والغرب.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن منفذ واقعة اغتيال السفير الروسي ينتمي لحركة فتح الله جولن، رجل الدين التركي الذي يعيش في المنفى، وتتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها حكومة أردوغان في أواسط يوليو الماضي.
وأرسلت روسيا فريقا من المحققين إلى أنقرة، لكن موسكو قبلت تعاذي الأخيرة عن الحادث الذي نفذه مولود مرت ألطن طاش، 22 عاما، والذي يعمل ضمن قوات مكافحة الشغب التركية منذ عامين، شخصيا من وزير الخارجية التركية حينما وصل إلى موسكو الثلاثاء الماضي لحضور اجتماع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
وأشار التقرير إلى أن السبب في ضبط النفس الذي تظهره روسيا تجاه مقتل سفيرها في أنقرة بسيط، موضحة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبعد سقوط حلب، في منتصف لعبة قوى، وأن حادثا مثل مقتل كارلوف لن يعرقله عن إكمال المسيرة.
