«المصرية للتضامن»: العلاقات المصرية السعودية بخير.. ونحتاج روح أكتوبر لعبور الأزمة الاقتصادية
الحديدي: العودة لروح أكتوبر سبيلنا لعبور الأزمة الاقتصادية
عفاف شعيب: قبلت دور “شريفة الهجان” بسبب صفوت الشريف
الصريطي: شعرت بالفخر وأنا أعبر خط “بارليف” على المسرح
أحمد عادل: العلاقات المصرية السعودية أقوى من كل الأزمات
دعا الصالون الثقافي للجنة المصرية للتضامن إلى ضرورة العودة لروح أكتوبر 1973 للتغلب على الأزمات التي تواجهها مصر حاليا، مطالبا بالوقوف وراء القيادة السياسية والجيش العظيم، والتصدي لدعوات التفرقة الخبيثة؛ لأن الجيش من إفراز الشعب.
وشدد الحاضرون في الصالون الشهري، الذي أداره الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، بعنوان “نصر أكتوبر في عيون الفنانين والشعراء”، على متانة العلاقات بين مصر والمملكة السعودية، باعتبارهما أكبر دولتين في الوطن العربي، والقوتين الوحيدتين اللتين انتصرتا على مؤامرات التقسيم.
استضاف الصالون، الفنانين سامح الصريطي، وعفاف شعيب، والدكتورة فينوس فؤاد، وكيل وزارة الثقافة، ورائدة التنشيط الثقافي في مصر، ومن الشعراء: السعيد الصاوي، وأحمد زكي شحاتة، والقاصة تاجوج الخولي.
قال الدكتور حلمي الحديدي، وزير الصحة الأسبق، ورئيس منظمة تضامن الشعوب الأفرو آسيوية: نحن، كقيادات للجنة المصرية للتضامن، نؤمن بالشباب، ودوره المهم في البناء، وقد وضعنا فيه أمنياتنا، وكل ما نصبو إليه لمصر ومنطقتنا والإقليم الذي يعج بالفوضى والنكبات والصراعات.
وعن أكتوبر، فهو تاريخ عزيز علينا جميعا، ففيه استردت العروبة كرامتها، عشت أيام الملكية.. وأعرف جيدا أن حلاوة النصر لا تدرك إلا بتذوق مرارة الهزيمة.. ومن ذاق المر عرف حلاوة الانتصار.. لقد ضاعت كرامتنا بالهزيمة.. وعشنا سنوات نحلم بمعركة، ونطالب بمعركة.. ومررنا بعام الضباب، وعام الحسم، وعام الحزم، ولم نحس إلا بالمرارة.. تصوروا مهزوما.. وربنا ينفخ في صورته.. وكان الانتصار.. ليس نصر الجيش فقط، بل كان للجميع.
كنا جسدا واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، رغم اختلاف الآراء والاتجاهات.. وأنا لست ضد الاختلاف، فلاختلاف يعني التنوع الجميل.. بعكس الخلاف.. نختلف ولا نخالف.. نحاور بالحكمة.. هذا هو المفهوم الصحيح للحوار الإنساني.. لكننا للأسف لم نعد نعرف لغة الحوار.
لهذا أقول: إننا لم نع الدرس من حرب أكتوبر.. وعلينا العودة إلى النصر لنفهم الدروس والعبر، ونتجاوز الأزمات.
وقالت د. فينوس فؤاد: في حرب أكتوبر 1973 كنت مع الأسرة في السعودية، وتلقينا أنباء الانتصار العظيم، وعشنا أياما من الفرح والاحتفال باسترداد الكرامة الوطنية، وتعلمنا من المصريين ومن إخوتنا هناك كيف يكون الانتماء للوطن، وكيف نفرح لانتصاره.
وعن الدروس الكبيرة المستفادة من النصر، فلو قارنا ما حدث في أكتوبر من العبور إلى بر الأمان، وما حدث في يناير 2011 لوجدنا أوجه شبه كثيرة.. مشيرة إلى محاولات “الطرف الثالث” للوقيعة بين الشعب والجيش.. مشددة على أننا يجب ألا ننسى أن هذا الجيش منا ومن أبنائنا، وحتى لا تحدث التدخلات الخارجية التي يهدف إليها أعداء الوطن.
وشرحت معنى الاحتلال الثقافي، وأنه محاولة لفرض ثقافة معينة، ففي فترة من الفترات كان الحديث يدور حول تمجيد العولمة، واليوم يجري الحديث عن مخاطر العولمة.. ونحن، في الوطن العربي، نعتبر الدول الوحيدة التي ثارت شعوبها على أنظمتها، وناصرتها جيوشها.
وقالت: من الطبيعي أن يكون هناك حائط صد ضد الأخطار، هو الجيش.. ولا يوجد على وجه الأرض جيش خائن؛ لأن الجنزد يبذلون أرواحهم ودماءهم للحفاظ على تراب الوطن.
واستعرضت حركة الفن، التي تراجعت في فترة سابقة.. مؤكدة طموحها لاستعادة نشاط الفن والثقافة في مصر.
من جانبه، استعرض الفنان سامح الصريطي، فترة النصر، وما سبقها، حيث قال: الشعب هو من يفرز الجيش، لأنه هو من يقدم الجنود.. والجندي يحمل روحه على كفه للحفاظ على تراب الوطن.. أنا عشت لحظات مجيدة.. عشت أيام 67 حيث كنا ضمن فصائل خدمة الجبهة في الجامعة.. وذهبنا إلى “أبو صوير”.. وكان ابن اللواء عبدالمنعم واصل يتقدم الصفوف في سلاح المدفعية، في “اللواء الضارب” كما كان يطلق على لوائه آنذاك.. عشت مع أبطال حقيقيين.. وقام الفنانون بزيارات للجرحى والمصابين، مثل: نادية لطفي.. عزيزة حلمي.. فنانون كثيرون وكبار.
وأضاف: عشت مع إنسان مصري حقيقي، متخل عن كل السلبيات والنوازع الشخصية.. ليس له هدف إلا النصر أو الشهادة.. هم فعلا خير أجناد الأرض.. ونحن شعب فريد دون شعوب الأرض، لا يرضى إلا أن يعيش في كرامة، أو يموت كريما.
وقال: أنا أعتز بهذه اللحظة جدا، لكنني لا أعتز بما بعدها.. لقد كانت قمة عطاء الشعب المصري في أكتوبر.. حققنا هدفنا وفق إمكانياتنا، وتحقق لنا ما نريد.. هل تتخيلون أن هذا الشعب حقق أعلى معدلات التنمية في العالم من 1959 حتى 1964؟! لذلك كان لابد أن يضرب في 1967.. هناك أبراج شيدت ولم تتأثر بأي زلزال.. ومراكز للشباب، وقلاع صناعية ضخمة، نحن شعب عبقري عظيم.. ولكن للأسف بعد أكتوبر غاب الهدف، وغابت الهوية.
وذكر: قابلنا الرئيس السادات في أوائل سبتمبر/أيلول 1973، فقد كنا معتادي على استقباله لاتحادات الطلبة في 28 سبتمبر/أيلول من كل عام في “لقاء ناصر الفكري”.. جلس معنا، وبحديثه أصابنا باليأس من دخول المعركة، لكنه قال في آخر اللقاء: “أحيانا لما بيكون المريض حالته ميئوس منها بنعمل عملية.. يا صابت يااتنين عور”.. وبعدها بأيام استمعنا لبيان المعركة.. وهو البيان الوحيد الذي لم تكن لهجته ولغته مبالغا فيها.. البيان الصادق.. إرادة الشعب انتصرت.. وأعتز بأنني كنت واحدا ممن عبروا خط بارليف.. كان هذا في مسرحية “أحلام الفرسان”.. وإذا كنت أعتز بتمثيل تلك اللحظة، فما بالكم بمن عاشوها فعلا؟!.
وروت الفنانة عفاف شعيب ذكرياتها عن النصر قائلة: أذكر أنني في أكتوبر 1973 كنت أستعد لتصوير مسلسل “قيس ولبنى”، كان دوري تاريخي، وفجأة قامت حرب أكتوبر، لم أكن أعرف مدى أهميتها وخطورة الأوضاع، كل ما يهمني هو المسلسل ودوري فيه.. ظللت أبكي لأن الفرصة ضاعت عليّ.. لكنني بعد قليل أدركت عظمة النصر، وحجم البطولات التي قدمها جنودنا البواسل.. فتحول حزني على الدور إلى فرح عظيم باسترداد الأرض والكرامة.
وأضافت: من المحطات المهمة جدا في حياتي، مسلسل “رأفت الهجان”، وحكايته غريبة جدا، حيث كنت قد أديت دور بطولة في “الشهد والدموع”، للراحل القدير أسامة أنور عكاشة، رحمه الله، وحققت نجاحا غير طبيعي، وفوجئت بالمخرج الكبير يحيى العلمي، رحمه الله، يعرض علي دور شقيقة “رأفت الهجان” في المسلسل، فرفضت بشدة، لأن مساحة الدور كانت صغيرة، وفشل أيضا الكاتب صالح مرسي في إقناعي بقبوله، وذات يوم دق جرس التليفون في بيتي، ورفعت السماعة فإذا به وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف.. أصابتني صدمة.. وسألني: “انتي ليه رافضة دور شقيقة رأفت الهجان يا مدام عفاف؟”.. وقبل أن أرد، أضاف “الدور ده هايكون علامة في تاريخك الفني.. أنا هاخليهم يبعتوا لك الورق”.. ولم أستطع سوى الموافقة.. وفعلا كان الدور علامة فارقة في حياتي.. وأذكر أنني حين سافرت للولايات المتحدة لزيارة شقيقي، رحمه الله، هناك.. استقبلني المصريون هناك بحفاوة بالغة.. مهللين: “أهلا بأخت رأفت الهجان”.
وقال الدكتور أحمد عادل، رئيس مجلس إدارة مؤسسة طلعت حرب للتنمية المستدامة، إن مصر بخير، ولن يستطيع أعداؤها النيل منها مهما حاولوا، وإرادة الشعب ستنتصر في النهاية.. وستكون الأزمات التي نمر بها بمثابة حكايات نرويها للأجيال القادمة، مثلما نستمع نحن الآن إلى حكايات النصر المجيد.. هذا النصر الذي نحتاج بشدة إلى استلهام دروسه وعبره، لندرك مدى عظمة الشعب المصري.. الشعب الذي مرت به أيام صعبة ومجاعات، نقرأ عنها في كتب التاريخ، ومعارك شديدة الصعوبة، انتصر فيها، رغم عدم تكافؤ الإمكانيات.. لذلك من الضروري العودة لروح النصر لتجاوز الأزمة الاقتصادية الحالية.
وأشار إلى أن العلاقات المصرية – العربية متينة وقوية، وخاصة بيننا وبين السعودية، والتاريخ يثبت أننا الدولتان الأكبر في المنطقة، والقوتان الوحيدتان اللتان فشلت أمامهما مؤامرات التقسيم، وعلينا الانتباه إلى الخطط التي تسعى لبث الفرقة بيننا.
واختتم الصالون فعالياته بأمسية شعرية، عن ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة.