بدت صباح اليوم، مشاهد إصرار المصريين على مواجهة التحديات، والدعوات الخبيثة والمغرضة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، وجاءت الرسائل الأولى للعالم الذي يترقب ويرصد، بامتداد الطوابير أمام اللجان لمسافات غير مسبوقة، في ظل أجواء احتفالية وطنية ردا على حملات قوى إقليمية وتنظيمات إرهابية، من «أهل الشر»، ودعاوى تيار «الإسلامجية»، ومنذ انطلاق عملية التصويت للانتخابات الرئاسية، الساعة التاسعة من صباح اليوم، والتى يتنافس فيها، المرشحان عبدالفتاح السيسى، وموسى مصطفى موسى، وتستمر على مدار ٣ أيام، داخل ٣٦٧ لجنة عامة، و١٣ ألفا و٧٠٦ لجان فرعية، بجميع محافظات الجمهورية. ويشرف على العملية الانتخابية، ١٨ ألفًا و٦٧٨ قاضيا أصليا واحتياطيا، يعاونهم ١٠٣ آلاف موظف.
وفي رابع انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ مصر، وثالث انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني.. تواجه مصر تحديات صعبة تستهدف أمن واستقرار الدولة، وإثارة الشكوك في صحة المسار الذي تسير فيه مصر حالياً.. وربما أكبر حملات إعلامية دعائية «خبيثة»، منذ الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حين تفرغت قوى وتنظيمات خارجية لمهاجمة مصر في محاولة لكسر الإرادة المصرية لبناء المستقبل.. وأضيف في الوقت الراهن، تدخلات تمويل ودعم من أجهزة استخبارية (قطرية وتركية)، ومن أذرع التنظيم الدولي للإخوان، ومن أدواتهم من العناصر الإرهابية..مما خلق مناخا عالميا يترقب ويرصد نسبة المشاركة المصرية في الانتخابات الرئاسية، والتي تتابعها لحظة بلحظة 54 منظمة محلية،و 9 منظمات دولية، علاوة على 680 مراسلا أجنبيا.
ويرى مراقبون، من منظمات برلمانية أفريقية متواجدة في القاهرة، أن الجميع يراهن على الإقبال الشعبي على التصويت، والعالم يتابع المشاركة الشعبية في أكبردولة عربية، وأكبر دولة نافذة ومؤثرة في القارة وفي العالم الإسلامي، ومكانة مصر هي التي جعلت المتابعة بهذا الشكل، لأن مصر عنصر الاستقرار في المنطقة، وأن رأي الشعب من خلال المشاركة يعبر عن «قوة النظام وشرعيته الحقيقية»، ولذلك فإن الشعب المصري أراد أن يعزف لحن التحدي اليوم، ويختار المستقبل، والجميع يراهن علي هذه النقطة، فالعالم متأكد أن مصر تسير في الطريق الصحيح، وأن المشاهد الأولى من المشاركة الشعبية في التصويت، هي إعادة تأكيد شرعية النظام ، فثورة 30 يونيو هي الشرعية التي تستمد منها مصر الاستقرار والأمن.
وشددت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية من اجراءاتها لتأمين المقار الانتخابية، مع انطلاق اليوم الاول للانتخابات الرئاسية، وتأمين المواطنين، ويبلغ عدد القوات المشاركة بأعمال التأمين نحو 200 ألف ضابط وجندي، بالاضافة الى انتشار أمنى لفرق المباحث الجنائية وخبراء المفرقعات لإجراء عمليات تمشيط دورية لمحيط مقار المراكز الانتخابية ، واستخدام احدث الوسائل التكنولوجية فى التأمين أمام اللجان ومحيطها، واستخدام منظومة التواصل المرئى عن طريق كاميرات المتابعة المرورية ، والفيديو كونفرانس لمتابعة الحالة الامنية بالمحافظات المختلفة بالصوت والصورة، من أجل منع حدوث مخالفات أو أعمال شغب من شأنها إعاقة سير العملية الانتخابية، ومنع المواطنين من الإدلاء بأصواتهم.. وفي نفس الوقت تكثف القوات المسلحة إجراءاتها لتأمين المنشآت الحيوية والمحاور الإستراتيجية؛ لمنع أي عمل عدائى يمس الأمن والاستقرار، ولن تسمح بأى عمل عدائى يستهدف التخريب أو سلامة وأمن المواطنين أثناء أو بعد الانتخابات الرئاسية.
التاريخ لن يعود إلى الوراء أبدا، ومصر الآن تمضى على خطى التنمية بخطوات ثابتة، وهي تختار المستقبل في انتخابات هي أقرب لـ «استفتاء شعبي» على شرعية النظام، ومسيرة التنمية والاستقرار.. استفتاء على المستقبل.