ملفات كثير مهمة حملها مستشار الأمن الوطني الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد، خلال زيارته للعاصمة الإيرانية طهران، اليوم الإثنين، وجميعها تحركها “المصلحة الوطنية”، ليس للإمارات فقط وإنما لسائر دول المنطقة، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تطورات كثيرة على الساحة السياسية.
تأتي تلك الزيارة بعد زيارة ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد، إلى تركيا مؤخراً، وهي الزيارة التي تؤشر أيضا إلى ريادة إماراتية للتوصل إلى استقرار المنطقة والحفاظ على المصالح الإقليمية.
يؤكد على ذلك التوجه، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، الدكتور أنور قرقاش، إذ أوضح أن زيارة الشيخ طحنون بن زايد إلى طهران تأتي في إطار سعي الإمارات إلى تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي عبر تطوير علاقات إيجابية من خلال الحوار والبناء على المشترك وإدارة الرؤى المتباينة.
تأتي زيارة الشيخ طحنون بن زايد إلى طهران استمراراً لجهود الامارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون في المنطقة وبما يخدم المصلحة الوطنية، تسعى الإمارات إلى تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي عبر تطوير علاقات إيجابية من خلال الحوار والبناء على المشترك وإدارة الرؤى المتباينة pic.twitter.com/kVkaftSGBW
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) December 6, 2021
وأوضح قرقاش، عبر تغريدة له، أن زيارة الشيخ طحنون استمرار لجهود الإمارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون في المنطقة وبما يخدم “المصلحة الوطنية”.
ورأى الأكاديمي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، أن زيارة الشيخ طحنون بن زايد إلى إيران تأتي ضمن جولات إلى عواصم إقليمية “تؤسس لمرحلة سياسية جديدة في تاريخ المنطقة”.
إيران منهكة من الداخل وتعيش أوقات صعبة ونصف شعبها في فقر وهي بحاجة للإمارات اكثر من حاجة الإمارات لإيران. البلدوزر الإماراتي سيصل طهران كما وصل انقرة دمشق الدوحة بغداد تل ابيب وعواصم عدة وبيده أوراق تفاوضية قوية لخدمة مصالحه الوطنية ولكي يؤسس لمرحلة سياسية جديدة في تاريخ المنطقة
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) December 5, 2021
وأوضح الأكاديمي الإماراتي، عبر تغريدة، أن إيران منهكة من الداخل وتعيش أوقات صعبة ونصف شعبها في فقر.
وأضاف عبر تغريدته “البلدوزر الإماراتي سيصل طهران كما وصل أنقرة، دمشق، الدوحة، بغداد، تل أبيب، وعواصم عدة وبيده أوراق تفاوضية قوية لخدمة مصالحه الوطنية ولكي يؤسس لمرحلة سياسية جديدة في تاريخ المنطقة”.
ويبدو أن تعبير “المصلحة الوطنية” الذي يظهر ككلمة مفتاحية وراء هذا التوجه الإماراتي، يعبر بدوره عن مصلحة شاملة للمنطقة برمتها، إذ أكد الباحث السياسي، مازن العليوي، أن دولة الإمارات تحولت من دولة “راعية” و”داعية” إلى السلام والاستقرار في المنطقة والعالم إلى دولة رائدة، مشددا على أن السعي إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط مهم للعالم بأسره وليس للمنطقة فقط.
وتابع قائلا إن دولة الإمارات تسعى إلى إزالة كل النقاط الخلافية السابقة بمبادرة منها من أجل استقرار المنطقة وحل النقاط الخلافية، وبات لديها قناعة بأنه “لا يمكن أن تبقى المشاكل عالقة”.
واعتبر استقبال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، للشيخ طحنون مؤشرا جيدا لتفاعل إيران مع المبادرة الإيجابية الإماراتية، معربا عن توقعه بأن الأمور في المنطقة تتجه نحو الأفضل.
وبحثت الزيارة العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وتطورات القضايا الإقليمية، والمستجدات في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تسعى فيه الإمارات إلى تغليب المصلحة العامة وتجنب الخلافات السياسية، في إطار خطة الدولة الخمسينية، كذلك مناقشة التعاون الثنائي وقضايا المنطقة ومستجدات الملف النووي الإيراني.
كذلك اجتمع مستشار الأمن الوطني الإماراتي، مع نظيره الإيراني خلال زيارة نادرة لطهران، في تحرك دبلوماسي إماراتي يهدف إلى تجاوز الخلافات القائمة منذ فترة طويلة وزيادة التعاون بين البلدين.
وتأتي الزيارة بعد أيام من توقف محادثات في فيينا بين طهران والقوى العالمية حول إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاث سنوات وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران.