لم تمر ليلة السبت على المجتمع الألماني في سلام، بل كانت دامية، وشهدت عنفا ونحيبا على فراق 9 أشخاص فارقوا الحياة على يد شاب مراهق يدعي علي سونبولي.
سونبولي، الشاب الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة، هو ألماني من أصل إيراني، قتل 9 أشخاص مساء الجمعة، وأصاب 27 أغلبهم من الشباب والمراهقين بينهم ثلاثة كوسوفيين وثلاثة أتراك ويوناني.
وأطلق النار من مسدس غلوك عيار 9 مم، على مجموعة أشخاص داخل مركز تجاري في ميونخ بألمانيا قبل أن ينتحر. وعثر المحققون في حقيبة ظهره على نحو 300 من الذخائر ما يوحي انه كان عازما على قتل المزيد.
https://www.youtube.com/watch?v=Z3_8alXKD1A
ويعتقد أن الشاب الألماني استخدم حسابا وهميا على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وادعى أنه فتاة مراهقة اسمها «سيلينا آكيم».
وذكرت صحيفة «تيليجراف» أن سونبولي استخدم هذا الحساب لجذب ضحاياه إلى مطعم ماكدونالدز، عبر دعوة ضحاياه للذهاب إلى هناك لشراء وجبات مجانية لهم وذلك قبل ساعات من الهجوم.
هو ابن لرجل يعمل سائق تاكسي ووالدته تعمل في متجر كما كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، ووفقا للإعلان الرسمي فإن عائلة سونبولي جاءت إلى ألمانيا طالبة اللجوء في التسعينيات من القرن الماضي وأنهم من الشيعة.
«هادئ وخجول وذكي».. هكذا وصفوه جيرانه لوسائل الإعلام الأجنبية، وهو يسكن في الطابق الخامس في أحد بنايات منطقة ماركسفورشتات البعيد بكيلومترات قليلة عن مركز أوليمبيا التجاري موقع الهجوم.
أحد جيرانه تعجب في حديثه لصحيفة التليجراف مؤكدا أنه مصدوم من أن الشاب قليل الكلام يرتكب مذبحة كتلك، لكن فتاة مراهقة في نفس المبني السكني لم تتعجب من ذلك، وقالت إنه سبق وقال لزملائه في الدراسة «سأقتلكم جميعا» وتذكرت الفتاة التي رأته قبل إطلاق النار بساعات قليلة ولم يلق عليها التحية يومها، أن هذه الجملة قالها في مشاجرة مع زملائه مؤخرا.
كما أعلن عن نيته في شبكة خاصة بألعاب الفيديو عندما قال «تعالوا لمكاندونالدز وسأقتلكم جميعا» مضيفا «سوف نلعب هذه اللعبة حتى الموت».
الجنون هو الاحتمال الأرجح خصوصا مع إعلان وزير الداخلية الألماني، توماس دي مايتسير، بأن سونبولي «ذئب منفرد»، وأنه لا يبدو أن له صلات بالإرهاب الدولي ولم يكن معروفا للسلطات.
خصوصا أنه أعلن أنه كان يستخدم اسم ديفيد وهو ما قد يشير إلى تحوله للمسيحية، لكن والديه أنكرا أنه كان عضوا في أي جماعة دينية.
وأشارت بعض وسائل الإعلام الألمانية أن المراهق الألماني تعرض في الماضي لعمليات تحرش من جانب زملاء له.
ويظهر فيديو له وهو يصرخ في وجه أحد الضحايا عندما اتهمه أنه أجنبي «أنا ألماني وبسببك تعرضت لمضايقات لمدة سبع سنوات».
وأعلن رئيس الشرطة الجنائية في ولاية بافاريا أن المحققين الذين فتشوا أغراض منفذ الهجوم، عثروا على وثائق وكتب عن حوادث القتل الجماعي الناتج عن الغضب منها كتاب بعنوان «كيف يتوجه التلامذة إلى تنفيذ عمليات إطلاق النار عشوائيا»
وقالت إنه مهووس بعمليات القتل الجماعي مثل تلك التي ارتكبها النرويجي اليميني المتطرف اندريس بيرينغ بريفيك.
وذكر المحققون أنهم يرون «علاقة واضحة» تربط بين عمليات القتل التي نفذت في ميونخ وتلك التي نفذها بريفيك قبل خمس سنوات في النرويج وقتل فيها 77 شخصا، خصوصا أن التوقيت جاء في الذكري الخامسة لعملية النرويج.
وقال زملاء الدراسة انه استخدم حتى صورة لبريفيك كصورة شخصية له على وسائل التواصل الاجتماعي ومنها تطبيق «الواتس آب».