وجيه غالي.. قصة كاتب مصري عاش في إسرائيل

وجيه غالي، أو كما يعرفه وسط المثقفين بالكاتب المجهول، يعتبره البعض أول كاتب مصري عاش في إسرائيل ليكتب عنها.

الروايات حوله متضاربة، بل إن البعض يظن أنه شخصية وهمية أو أن اسمه مستعار لكن روايته الوحيدة والشهيرة «بيرة في نادي البلياردو»، تثبت أنه لم يكن من صنع الخيال.

وهناك من قال إن الرواية هي سيرة شبه ذاتية لغالي، حيث يشترك بطلها «رام» في أن كلاهما مصري كاثوليكي يساري، ينحدر من عائلة أرستقراطية فقدت أملاكها بعد ثورة يوليو.

كتب عنه حلمي النمنم وزير الثقافة الحالي مقالا عام 2009 في صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، قال فيه، إنه مواطن مصري يساري ناصري، غادر في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي إلى بريطانيا ومنها إلى ألمانيا ثم عاد إلى بريطانيا، وفي عام 1964 أصدر في لندن روايته الوحيدة.

في عام 1967 عقب النكسة بشهر واحد، ذهب إلى إسرائيل، بعد تعاقده مع صحيفة «التايمز» البريطانية ليراسلها من هناك.

ويقول النمنم، «في مصر كان سفره إلى إسرائيل حدثا مهولا بين المثقفين والكتاب، وتم التنديد به، ونظر إليه باعتباره خائنا، ولكن جاء انتحاره ليسدل الستار عليه تماما».

وآخر ما كتبه كان رسالة قال فيها، «أظن أن الانتحار هو الشيء الأصيل الوحيد الذي فعلته في حياتي».

معلومات قليلة عنه

وإن كان تاريخ ميلاده غير معروف، إلا أنه في 26 ديسمبر/ أيلول 1968 ابتلع وجيه غالي علبة كاملة من الحبوب المنومة في شقة الناشرة والكاتبة الإنجليزية ديانا أثيل، ومات في أحد مستشفيات لندن في 5 يناير/ كانون الثاني 1969.

وكتبت إيمان مرسال الشاعرة المصرية المقيمة في كندا، عن طفولته  قائلة، «إنه درس في فيكتوريا كولدج في الفترة من 1944 إلى 1947، وكان صديق طفولة ودراسة للممثل المصري أحمد رمزي».

ايمان مرسال
                                           إيمان مرسال

بينما سردت أثيل تفاصيل عن شبابه فقالت، إنه سافر إلى باريس لدراسة الطب في السوربون وغادرها إلى لندن دون شهادة في عام 1953، ثم رحل إلى مصر خوفا من السجن بعد أن ضرب ضابط شرطة إنجليزيا أثناء مظاهرة ضد العدوان الثلاثي عام 1956.

وأضافت أنه تورط في مصر في النشاط السياسي فهرب إلى ألمانيا عام 1958، وغادرها إلى لندن في الستينيات.

زيارته لإسرائيل

الناشرة الإنجليزية اعتبرت أن زيارته لإسرائيل لا تحتمل كل هذا الجدل، فقد مكث فيها ثلاثة أسابيع فقط.

لكن مرسال تقول، إنها كانت ستة أسابيع، ففي تصريح لصحيفة الشرق الأوسط قأكدت أنه لا مجال لاتهام غالي بدعم إسرائيل، فهو مثقف فريد، قضى ستة أسابيع بين يوليو/تموز وسبتمبر1967/آيلول في إسرائيل، كتب فيها ثلاثة مقالات للتايمز.

عرف في مصر مرة أخرى في أوائل القرن الحادي والعشرين حيث صدرت ترجمة عربية لروايته، لتتحدث بعدها عدة دراسات عنه وتصفه بأنه «المطبع الأول» مع إسرائيل.

ومن الصعب العثور على صورة فوتوغرافية لوجيه غالي، الذي انتهت حياته قبل نحو أربعين عاما دون أن يعرفه الكثيرون، لكنه يعود هذه الأيام للظهور بوصفه رائدا في أكثر من اتجاه، فهو أول مصري يكتب رواية بالإنجليزية، كما أن روايته تقدم نمطا مغايرا للشعب المصري بعيدا عن النمط المتعارف عليه، ما دعى الناقد الإنجليزي جابرييل جوسيبوفتشي أن يكتب عنها قائلا، «هذا الكتاب مدهش، هادىء، خفيض النبرة وإذا ما أردت أن تنقل لأي امرىء ما كانت عليه مصر في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ولماذا كان محالا على الأوروبيين أو الأمريكيين أن يفهموها فأعطه هذا الكتاب، إنه يجعل رباعية الإسكندرية تلوح أشبه بكتيب سياحي». الاهتمام الأكاديمي به، بدأ قبل سنوات عبر دراسة للدكتورة نادية الجندي والأديبة أهداف سويف ونقاد إنجليز، لكن الانتشار في أوساط أوسع بدأ مؤخرا نتيجة تميز الرواية وغموض الكاتب الذي يسعى العديدون هذه الأيام لكشفه.

وربما يكشف المستقبل مفاجآت أخرى في حياة هذا الكاتب الذي يبدو كما لو كان بطلا لأحد الأفلام البوليسية!! ومع الوقت ربما نجد من يظهر ليؤكد أنه التقاه وجها لوجه في وقت ما، بدلًا من أن يبقى «الكاتب المجهول».

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]