يزيد الوضعان الأمني والإنساني تأزما في الأحياء الشرقية لحلب، بعد التقدم السريع الذي حققته القوات الحكومية وحلفاؤها، ولم يعد يخفى على المتابع للشأن السوري ذلك المأزق الذي وقعت فيه الفصائل المعارضة، بعد تمكن الجيش السوري من تقسيم حلب الشرقية إلى قسمين.
وترى صحيفة لاكروا الفرنسية، أن هذا الوضع الجديد جاء بعد أسبوعين من القصف المتواصل على أحياء حلب الشرقية، ليصنع منعطفا جديدا في مسار الأزمة السورية، إذ يقف الغرب ومن ورائه الأمم المتحدة موقف العاجز أمام إصرار بشار الأسد على إضعاف خصومه سياسيا وعسكريا، ليكون في موقف القوي إذا ما فتحت مفاوضات خلال الأشهر المقبلة.
هذا الضغط قد دفع -فيما يبدو- إلى لجوء المعارضة السورية إلى عقد “محادثات سرية” مع روسيا، حسبما كشفت صحيفة فاينانشال تايمز إذ ذكرت الصحيفة أن ممثلين للمعارضة السورية في شمال البلاد قالوا لها إن العاصمة التركية أنقرة تشهد محادثات بين ممثلي روسيا والمعارضة السورية، وتتناول المحادثات مناقشة كيف يوضع حد للصراع في مدينة حلب، بينما لا يشارك ممثلو الولايات المتحدة الأمريكية في المحادثات الجارية في أنقرة، وليس هذا فقط، بل لا تدري واشنطن ماذا يجري في أنقرة، حسب الصحيفة.
تتساءل الصحيفة، إذا ما كان ذلك يمثل تهميشا للدور الأمريكي في الشرق الأوسط، وأن إجراء محادثات لا يحضرها ممثلو الولايات المتحدة يؤكد تغيير الواقع السياسي في منطقة الشرق الأوسط، أما وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف فقد قال في تصريحات صحفية اليوم الخميس، إن روسيا لا تتحاشى الدخول في اتصال مع كافة أطياف المعارضة السورية.
كما أكد وزير الخارجية الروسي، أن موسكو تساعد في خلق بيئة مواتية للحوار بين السوريين ودعم عمليات وقف القتال والتهدئة في المناطق المختلفة، دون أن يتخلى عن نبرة الوعيد في أثناء مؤتمر جمعه بنظيره التركي، اليوم الخميس، بقوله، إن روسيا ستواصل عملياتها في شرق حلب وستنقذ المدينة السورية من “الإرهابيين”.
