المعتربون اللبنانيون كسروا جليد الصمت حول انتخابات «أم المعارك»
انتهت اليوم عملية اقتراع المغتربين اللبنانيين، مع اقفال آخر صندوق في الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية وكندا.. وجاءت نتائج المشاركة في الانتخابات النيابية «غير مسبوقة»، مما فتح أبواب الرصد داخل الدوائر السياسية والحزبية والإعلامية في بيروت، لدلالات ومعان ارتفاع نسبة الاقتراع في الخارج إلى «رقم ممتاز وغير متوقع»، بلغت تقريبا 60% وفق تصريح وزارة الخارجية اللبنانية.
- رسائل نسبة الاقتراع للمغتربين اللبنانيين، وبحسب رصد وتحليل الدوائر السياسية، تؤكد أن المغتربين أثبتوا عن وطنية عالية وتعلّقهم بلبنان.
- وهي خطوة تجدّد الأمل في النفوس لما تحمله من دلالة على تعلقّ المغتربين بوطنهم الأم والتزامهم بقضاياه، وعسى أن تصبّ خياراتهم في خانة ضخّ دم جديد في العمل السياسي للنهوض بلبنان من الكارثة التي حلّت بشعبه
الصوت الاغترابي المدوّي كسر جليد الصمت
ويرى المحلل السياسي، رئيس تحرير صحيفة اللواء اللبنانية، صلاح سلام، أن الإقبال الكثيف للبنانيين المغتربين على التصويت في الإقتراع يتجاوز حدود العملية الإنتخابية التقليدية، إلى رحاب آفاق التغيير والتخلص من هذه «المنظومة السياسية»، والرهان على مستقبل واعد لوطن دفعت أجياله أثماناً باهظة لفشل وأنانية طبقة سياسية استباحت كل المبادئ الأخلاقية والوطنية، وإرتكبت شتّى الموبقات لتُراكم الثروات، ولو على حساب هذا الشعب المنكوب.
- لقد كسر الصوت الاغترابي المدوّي جليد الصمت المُطبق على شرائح واسعة من الناخبين المترددين في الداخل، فهل تتم إنتخابات «أم المعارك» بسلاسة وحماسة إنتخابات المنتشرين في بلاد الإغتراب التي شقت الطريق لمسار التغيير ؟
التغيير..إنتقاماً من ممارسات السياسيين «الفاشلة»
وبات واضحا أمام الجميع، أن التغيير كان هو الهدف الكبير الذي أشعل حماسة المغتربين، شيباً وشباباً، للاقتراع بكثافة غير معهودة في تاريخ الإنتخابات اللبنانية، لإسقاط هذه المنظومة السياسية التي أنهكت الدولة والشعب، والإمعان في سرقة مرافق الدولة وإفلاسها، بحسب تعبير صلاح سلام، وأن اللبناني «المغترب» الذي يضيق ذرعاً من طوابير الانتظار في بلده، تحمل الوقوف ساعات طويلة تحت عنين الشمس، وبوطأة حرارة الصيف التي بلغت الأربعين درجة في دبي، ليدلي بصوته للتغيير، انتقاماً من ممارسات السياسيين الفاشلة والتي أدت إلى تهجيره من وطنه، واضطراره للبحث في أنحاء المعمورة عن حياة آمنة وكريمة له ولعائلته.
قراءة في تسونامي «تصويت المغتربين»
أمام تسونامي الغضب الذي حرّك الناخبين في الخارج، والذي سينعكس على التصويت في الداخل لانتخابات «أم المعارك»، بحسب وصف المحلل السياسي اللبناني، صلاح سلام، بهدف تحقيق التغيير المنشود في البنية السياسية، والانتصار لطموحات الشباب في بناء الدولة القادرة والعادلة.. ويرى ان ثمة ملاحظات لا بد منها، عشية الوصول إلى «أم المعارك» يوم الإنتخابات في الداخل:
- 1- شعلة الحماس التي ألهبت حركة الإقبال على التصويت في الخارج، ستساعد كثيراً على تغيير المزاج الانتخابي البارد في الداخل، تحت ضغط الأولويات والأزمات المعيشية المتفاقمة، من كهرباء ودواء ومياه ونفايات، وصولاً إلى أسعار المواد الغذائية والمحروقات التي تواكب حركة الدولار يومياً.
- 2- لم تُفلح العراقيل المفتعلة التي وضعها بعض الدبلوماسيين المحسوبين على التيار الوطني الحر، في ثني المقترعين في الخارج عن ممارسة حقهم الطبيعي في الاقتراع، وتحمل حرارة الشمس الحارقة، وتكبد قطع المسافات الطويلة، وتحمل معوقات الإنتقال والانتظار، بهدف محاصرة الصوت الإغترابي الذي ينحو بإتجاه التغيير، ويحاول إزاحة أطراف السلطة الحالية من مواقع القرار.
- 3- أطاح الإقبال السنّي على صناديق الإقتراع في دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة السعودية والإمارات والكويت، بالدعوات الملتبسة لمقاطعة الإنتخابات، وذلك تجاوباً مع دعوة مفتي الجمهورية في خطبة عيد الفطر للاقتراع الكثيف، فضلاً عن حملات التوعية التي قامت قيادات سياسية، خاصة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، والتحذير المستمر من مخاطر المقاطعة على الخيارات الوطنية والعروبية لأهل السنّة والجماعة، وحفاظاً على مكانة الطائفة المؤسسة للكيان اللبناني في المعادلة الوطنية.
ومن الطبيعي أن تُخيم أجواء هذا الإقبال على العملية الانتخابية في بيروت وطرابلس وصيدا، وفي مختلف المناطق ذات الأكثرية السنّية، وتلك التي يتواجد فيها الصوت السنّي الوازن.