المغرب: الاتحاد الأفريقي لا يعلم شيئا عن «قضية الصحراء»!
يبدو أن المغرب سيظل خارج منظومة الاتحاد الأفريقي إلى أجل غير مسمى بعد أن جددت القمة الأفريقية، التي أنهت أعمالها أمس، الأحد، في أديس أبابا، الخلافات مع المغرب بشأن «قضية الصحراء»، واتهمت المغرب الاتحاد الأفريقي بأنه لا يعلم شيئا عن تطورات ملف الصحراء المغربية، في أعقاب مطالبة رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، بتمكين شعب الصحراء المتنازع حولها بين المغرب وجبهة البوليساريو من «تقرير مصيره».
وتشير الدوائر السياسية في الرباط، إلى أن القمة الأفريقية، أنهت توقعات عودة المغرب للاتحاد الأفريقي، بعد أن قرر الانسحاب في العام 1984 من منظمة الوحدة الأفريقية، التي تعرف الآن بـ«الاتحاد الأفريقي»، بسبب اعترافها بـ«الجمهورية الصحراوية»، ممثلا لما وصفته بـ«الشعب الصحراوي»، ومنذ ذلك التاريخ ظل المغرب يعتبر العهد الذي بينه وبين الدول الأفريقية «قضية الصحراء»، فمن اعترف بتلك «الجمهورية»، خرج من دائرة أصدقائه.
ويرى السياسي المغربي ، الدكتور محمد السريدي، أستاذ الاستراتيجيات الدولية، أن رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، بدت في القمة وكأنها غير مطلعة على تطورات ملف الصحراء المغربية خلال المرحلة الأخيرة، عندما دعت إلى تمكين «شعب الصحراء» من تقرير مصيره عبر الاستفتاء، متجاهلة حقيقة الاعتراف الدولي الواسع بمقترح المغرب لحل النزاع على أساس «الحكم الذاتي» وتأكيد العاهل المغربي الملك محمد السادس، في خطاب له في العام 2014، بأن الحكم الذاتي أقصى تنازل يمكن أن تقدمه المملكة في هذا الملف.
وقال لوكالة أنباء أفريقيا، فإن كلمة رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، أثارت غضب الشارع المغربي على المستويين السياسي والشعبي، ومع احتجاج شديد اللهجة من وزارة الخارجية، لكلمة لم تكن على مستوى الحقائق، أمام أكثر من 40 رئيسا، ورئيس حكومة من الدول الـ53 الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، وبدت أنها لا تعلم شيئا أو تجهل تماما ملف الصحراء وهي تطالب الأمم المتحدة بالمساعدة في تقرير المصير بالصحراء الغربية، وتقول للمجتمع الدولي «يكفي السكوت لأكثر من 25 عاما، دون مساعدة شعب الصحراء».
وأوضح السياسي المغربي، أن رئيسة المفوضة الأفريقية، دلاميني زوما، الزوجة السابقة لرئيس جنوب أفريقيا الحالي جاكوب زوما، لها موقف منحاز لمواقف دول أفريقية قليلة لا تتعدى الجزائر وبلدها الأصلي جنوب أفريقيا وبعض دول جنوب الصحراء الأفريقية التي لا تزال تدعم خيار الانفصال، بينما يتجاهل موقف زوما تطور مواقف العديد من الدول الأفريقية الأخرى باتجاه سحب الاعتراف بالجبهة الانفصالية «البوليساريو» التي تقيم علاقات مع بعض بلدان الدول الأفريقية جنوب الصحراء فضلا عن عضويتها الكاملة في منظمة الوحدة الأفريقية بسبب علاقة بعض هذه الدول بالجزائر أو مكانتها ضمن الدول الغنية بالنفط، ولكن الجبهة الانفصالية ليست عضوا في الأمم المتحدة ولا جامعة الدول العربية على سبيل المثال.
وبالتزامن مع تجدد الخلاف بين المغرب والاتحاد الأفريقي، أطلقت حملة دولية في إسبانيا، بمشاركة الشبكة الوطنية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، وجمعية المهاجرين بالأندلس وأوروبا، وجمعية المعهد الإسباني المغربي، وفدرالية الجمعيات المغربية الإسبانية ببرشلونة، وجمعية الصحراويين بلا حدود، لدعم مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب من أجل تسوية نهائية لقضية الصحراء.
يذكر أن قضية «إقليم الصحراء» تفجرت في العام 1975، بعد إنهاء الاستعمار الإسباني ليتحول النزاع بين المغرب و«جبهة البوليساريو» المدعومة من الجزائر إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة، ولتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وتأخر الاستفتاء كثيرا بسبب تعنت الجبهة الانفصالية بخصوص قائمة من يحق لهم التصويت في الاستفتاء، الأمر الذي انتهى بالمغرب إلى اعتبار خيار الاستفتاء صعب التطبيق واقترح الحكم الذاتي كحل وسط وقابل للتطبيق لحل النزاع، ولاقى استحسانا دوليا واسعا.
