المغرب وإسبانيا.. تطورات جديدة أم انعكاسات لأزمات ماضية؟

استفاق العالم على مشاهد تناقلتها وسائل الإعلام الدولية حول توجه آلاف المهاجرين باتجاه مدينة سبته، وهو ما اعتبرته مدريد اعتداءً مدبراً من قبل المغرب ضد حدودها، ونفته الرباط تماما، إلا أن أوساطها لمّحت بألا شأن للمغرب بحراسة حدود الآخرين.

سبتة ومليلة مدينتان تحتلهما إسبانيا من بقايا استعمار إسباني قديم للمغاربة، غير أن الأزمة هذه المرة في مكان آخر، فحين تستقبل السلطات الإسبانية زعيم تنظيم البوليساريو المعادي للمغرب والداعي لانفصال الصحراء المغربية، إبراهيم غالي فإن في ذلك ما يمس سيادة المغرب ووحدة أراضية على نحو لن تسكت الرباط عنه.

ومن الواضح أن مدريد تتبرع لاستفزاز الرباط بشكل غير مبرر أو مفهوم وفي توقيت مشبوه، إلا أن لانفجار الأزمة حلقات تتصاعد منذ رفض إسبانيا القبول بما قبلت به إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بالاعتراف بمغربية الصحراء ودعم وجهة نظر الرباط في هذا الشأن.

قد يتقاطع موقف مدريد مع موقف الاتحاد الأوروبي الرمادي بشأن الصحراء المغربية، إلا أن تطرف موقف إسبانيا واستقبال مدريد خلسة وبأوراق مزورة زعيم البوليساريو ودون إخطار الرباط وفقا للاتفاقات الأمنية المبرمة، فوق ذلك التحاق التيارات العنصرية المعارضة للأزمة للتحريض، كل ذلك أدى إلى تصعيد الأزمة مع المغرب.

 

وفي هذا السياق، قال الكاتب السياسي المقيم في لندن، خيرالله خيرالله، إن المغرب يسجل نقاطا على جبهات كثيرة فيما إسبانيا غير قادرة على التخلص من عُقد مرتبطة بماضيها الاستعماري، لذا يبدو أن مدريد لم “تهضم” حتى الآن استعادة المغرب للصحراء بالطرق السلمية.

وأضاف خيرالله، في لقاء ببرنامج “أبعاد” على شاشة “الغد”، إن هناك استياء إسبانيا من وجود دور مغربي متنام في المنطقة وتحول المغرب إلى بوابة أفريقية، مؤكداً أن الرباط تتبع سياسة هادئة وحكيمة إلى حد كبير، وترفض أي استفزاز لها، متابعاً إن المغرب حقق انتصاراً كبيراً عندما اعترفت الإدارة الأمريكية بمغربية الصحراء، وهو ما أعقبه اعتراض ألماني وإسباني وهي أمور غير مفهومة، إذ كيف يمكن الاعتراض على بلد يستعيد أرضه.

ورأى أنه لا وجود لموقف أوروبي موحد من تلك المسألة، خاصة أن هناك مصالح متضاربة، مؤكداً أن هناك أمرا واضحا بوجود محاولة من بعض الدول الأوروبية لابتزاز المغرب.

 

ومن جانبه، رأى الكاتب والصحفي المختص بالشأن الأوروبي في بون، منصف السليمي، أن هناك معطيات جديدة في منطقة شمال أفريقيا خلال الفترة الأخيرة تفسر إلى حد ما ملامح سلوك دبلوماسي مغربي جديد، جاء بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه الرياض في إفريقيا.

وتابع إن المغرب لم يعد يلعب دور الحارس التقليدي للحدود مع أوروبا، إنما أصبح له دور وطموحات، لافتا إلى أن شراكة المغرب مع أوروبا بدأت تظهر بها استحقاقات جديدة، لذا ظهرت أزمة مع برلين قبل أشهر أعقبتها أزمة مع مدريد.

 

 

وأوضح الكاتب والصحافي الإسباني، ريكاردو غونزالس، أن الحكومة الإسبانية لا ترى أي نوع من الاستفزاز كما وصفت الرباط، حيث أن زعيم البوليساريو وعددا من قيادات التنظيم زاروا إسبانيا عدة مرات في السابق دون حدوث أزمة كالتي حدثت مؤخراً، ولم يكن هناك تقديرات أو توقعات باندلاع أزمة.

وأضاف إن المراقبين في إسبانيا يرون أن السبب الرئيسي للأزمة هو أن المغرب يريد من مدريد اتباع الخطوة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية حيال الصحراء، إلا أن إسبانيا والاتحاد الأوروبي لا يوافقان على تلك الخطوة.

 

 

ومن المغرب قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، الدكتور محمد تاج الدين الحسيني، إن ردود الفعل الإسبانية مرتبطة بمخاض طويل الأمد متعلق بالتحولات التي تعرضت لها إسبانيا داخليا، على مستوى التحولات السياسية بين اليمين المتشدد واليسار المتشدد، كذلك ترتبط بالتطورات التي عرفها المغرب بتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة، والتي نازعت فيها إسبانيا بحجة أن هناك تداخلا.

وأضاف إن المغرب محق في إصدار القوانين التي صدرت بخصوص المجال البحري المغربي، وتم قبول ذلك في الأمم المتحدة.

ورأى أنه بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء غضبت ألمانيا وإسبانيا من تلك الخطوة، قائلا: “ربما هناك أسباب اقتصادية خفية تبقى وراء تلك التحولات”.

وأضاف إن برلين ومدريد أزعجهما وجود الشريك الأمريكي في قلب القارة الأفريقية عبر المغرب، إلا أن الرباط أكدت أن تلك العلاقات لن تنعكس سلبيأً على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

وأكد المغرب أنه ينتظر من إسبانيا المعاملة بالمثل، إذ لم تستقبل الرباط في السابق أي أشخاص من كتالونيا بطريقة خفية وسرية وعقد اتفاقيات معهم.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]