تعكف القيادة الفلسطينية، على عقد اجتماع عاجل في الأيام القليلة المقبلة لتصعيد المقاومة الشعبية وضمان استمراريتها، استجابة لتقرير اللجنة السياسية وقرارات المجلس المركزي الفلسطيني.
وفي السياق ذاته، دعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، إلى تصعيد الكفاح والمقاومة الشعبية خلال الفترة القادمة، ردا على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الفاشية، ورفضا للقرارات الأمريكية بشأن القدس. 
ودعت الفصائل، في بيان صادر عنها في مدينة رام الله، الجماهير الفلسطينية للانخراط في الفعل الشعبي المقاوم للاحتلال ومستوطنيه، لا سيما في الأرياف والمناطق المصنفة (ج) باعتبارها الشكل الأنسب للمرحلة الحالية.
وشددت الفصائل، على عدم إسقاط كل أشكال الكفاح المكفولة بالقانون الدولي، والتوافق على أي منها ليخدم المرحلة الحالية بوصفها مرحلة تحرر وطني وإنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين.
وأكدت القوى، أن الأسبوع المقبل سيشهد تصعيد وتيرة الفعل الشعبي، والمواجهة مع الاحتلال على كافة نقاط الاحتكاك والتماس مع الاحتلال ومستوطنيه، داعية كافة القطاعات والشرائح الفلسطينية للانخراط الواسع في هذه الفعاليات، تأكيدا على استمرار الانتفاضة الشعبية وشموليتها وامتدادها.
وفي السياق، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، أن المقاومة الشعبية ليست أمرا غريبا على شعبنا، ولها تاريخ طويل في مسيرة النضال الفلسطيني، وشكلت نموذجا في العصيان المدني ومواجهة المحتل.
وأضاف: “نحن في مرحلة سياسية حساسة تتطلب منا قيادة هذه المقاومة وامتلاك زمام المبادرة، بتوجيهها وتسليحها ببرنامج نضالي واضح، وأن تتصدر قيادة المقاومة القيادة السياسة، وقطع الطريق على أية محاولات لإخراجها عن برنامجها وخدمة أجندات أخرى”.
وشدد مجدلاني، على أن الموضوع الجوهري الآن هو قيادة هذا الحراك بما يحقق أهدافه، والاستفادة من تجارب المقاومة الشعبية السابقة.
من جانبه، اعتبر الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي، أن “أهم شيء هو تشكيل جبهة موحدة للمقاومة، تضم كل القوى والأطر التي تعمل في هذا المجال، وتوحيد جهودها لتشمل كل المناطق، بهدف توسيع رقعة المقاومة الشعبية لخدمة الهدف المباشر، وهو التحرير ومواجهة قرار ترامب والاستيطان”.
وقال الصالحي، إن هناك إبداعات متنوعة لهذا الشكل من المقاومة، وبدون شك أن الآليات تخضع لظروف المناطق المختلفة، وهذه القضايا يتم مناقشتها في إطار خطة عمل، ومن أهم أشكال هذه المقاومة المظاهرات والمقاطعة.
وشدد الصالحي على أن القضية الرئيسية إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، وتوسيع رقعة المقاومة الشعبية، وأن لا يتكيف المواطنون مع الوضع القائم في ظل هبات متناثرة.
بدوره، أوضح أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، أن هناك ضرورة لوجود برنامج نضالي موحد يجمع الكل الفلسطيني، ويضمن أوسع مشاركة جماهيرية في تنفيذه، ما يتطلب وحدة وطنية كاملة.
وشدد على أن المجلس المركزي أكد بوضوح حق شعبنا في استخدام كل أشكال المقاومة، التي كفلتها للشرعية الدولية ضد الاحتلال، بما فيها المقاومة الشعبية كشكل من أشكال النضال المتفق عليه وطنيا ودوليا.
وقال أبو يوسف، إن “المهم في الآليات النضالية، استدامة فعاليات المقاومة الشعبية في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضد كل المستعمرات الاستيطانية والحواجز الاحتلالية، وتعزيز المشاركة الجماهيرية من قبل جميع الشخصيات والفصائل”.
وأشار إلى أن وحدة الفصائل في إطار المقاومة الشعبية تعزز هذا الدور، وتوسع رقعة المواجهة في كل مناطق التماس، كما يجري الآن في الهبة الرافضة للموقف الأمريكي المتعلق بالقدس، لذلك كل الفصائل مجمعة على هذا الشكل النضالي المهم واستمراريته وتعزيزه في إطار مشاركة الكل الفلسطيني.
