الملك عبد الله الثاني: مؤتمر لندن لدعم الاقتصاد الأردني بداية جديدة

قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إن «مؤتمر لندن 2019» لدعم الاقتصاد يعد بداية برنامج جديد لتحويل مسار التطور الاقتصادي.

وأكد العاهل الأردني، خلال المؤتمر أن الأردن تأثر بأزمة اللاجئين وبالأزمة العالمية.

جدير بالذكر أن الحكومة البريطانية تستضيف اليوم الخميس، أعمال مؤتمر لندن 2019 تحت عنوان «الأردن نمو وفرص»، بهدف دعم الاستثمار والنمو وتوفير فرص العمل في عمان.

ويسعى المؤتمر إلى منح الأردنيين الدعم الدولي والغطاء السياسي الذي يحتاجونه لاختصار الطريق الطويل نحو الإصلاح الاقتصادي المستدام.

ودعا العاهل الأردني المستثمرين ومجتمع الأعمال في العالم للاستفادة من الفرص والميزات التنافسية التي يوفرها الاقتصاد الأردني من موارد بشرية مؤهلة وطموحة، وموقع استراتيجي يشكل نقطة تلاق للقارات والأسواق العالمية.

وقال العاهل الأردني في كلمة رئيسية ألقاها في مؤتمر مبادرة لندن اليوم الخميس، إن الاتفاقيات التجارية المتعددة التي وقعها الأردن تمكن الشركات العاملة فيه من الوصول إلى أسواق تضم مليار مستهلك حول العالم، لافتا إلى أن الاحترام الدولي الذي يحظى به الأردن يمثل الركيزة للعلاقات التجارية الراسخة.

وأكد العاهل الأردني أن العلاقة التي تربط الأردن بالمملكة المتحدة هي صداقة متينة تجمع بين بلدين شريكين، أدركا على مدى السنين أن بإمكانهما الاعتماد على بعضهما البعض في شتى الظروف مثمناً مواقف المملكة المتحدة والتزامها، والجهود الكبيرة التي بذلها كل من ساهم في تنظيم هذا المؤتمر.

وشكر الملك عبدالله الثاني كل من انضم للمؤتمر وحضره، حيث اجتمع ممثلون عن 60 دولة ومؤسسات دولية كبرى، وقادة لمؤسسات مالية دولية ومن القطاع الخاص على مستوى العالم، معتبرا مشاركتهم رسالة دعم واضحة، مفادها أن العالم يدرك أهمية أردن قوي ومزدهر.

كما شكر الأردنيين والأردنيات؛ مشيرا إلى أنه وبفضل ثباتهم وعزيمتهم تمكن الأردن على الدوام من الوقوف بقوة وشموخ في وجه العواصف الخارجية.

ولفت العاهل الأردني إلى السنوات الماضية شكلت تحدياً استثنائياً للأردن؛ فبعد أن بدأ التزام الأردن بالإصلاحات يؤتي ثماره، حتى تأثر الأردن بالأزمة المالية العالمية، تبعتها صدمات متعددة أثرت في أسعار الطاقة العالمية ومصادرها، كما تسببت الاضطرابات في المنطقة بتعطيل الطرق التجارية الرئيسية وانقطاع إمدادات الطاقة، وازدادت التحديات وتبعاتها على الأردن بفعل أزمة اللجوء السوري، وهي مسؤولية دولية لم توزع أعباؤها بشكل عادل، باستثناء التزام عدد محدود من شركائنا الدوليين.

ونوه الملك عبد الله أن بالرغم من ذلك سيبقى منيعاً، قوياً، ورمزاً للقيم التي يحتاجها عالمنا، وهي: الاحترام المتبادل، والاعتدال، والعزم والإصرار، والكرامة الإنسانية للجميع، مذكرا بترحيب الأردنيين باللاجئين اليائسين ومد لهم يد العون كما فعلوا على الدوام، واتخذ الاردن إجراءات صعبة ومسؤولة للتصدي للضغوطات الهائلة على اقتصادنا وموازنتنا.

وأكد العاهل الأردني أن الأردن لن يتمكن من الوصول إلى المستقبل الواعد، والذي نعلم أنه ممكن، في ظل نمو اقتصادي بطيء، فهو لن يوفر فرص العمل ولن يؤمّن المعيشة الكريمة التي ينشدها ويستحقها الأردنيون، خاصة بعد بذلهم تضحيات كبيرة، مبينا إن دعم الشعب سيزيد من عزيمة الأردن ليستمر في دوره الدولي الإيجابي والبنّاء في العمل المستمر من أجل السلام، والوئام بين الأديان، والتنمية في المنطقة والعالم.

وبيّن الملك عبد الله أن الأردن قام بمراجعة عميقة وشاملة لأجندته الاقتصادية ليعيد التركيز بشكل استراتيجي على الميزات التنافسية التي يتمتع بها، وفي مقدمتها القدرات الكبيرة لشبابنا الطموح، بالإضافة إلى موقع الأردن الاستراتيجي كنقطة تلاقٍ بين القارات والأسواق، فضلاً عن الاحترام الدولي الذي يحظى به، والذي يمثل الركيزة للعلاقات التجارية الراسخة ولاتفاقيات التجارة الحرة المتعددة التي نتمتع بها.

وتابع “كما سترون وتسمعون على مدار اليوم، فإن استراتيجيتنا الاقتصادية تمنح الأولوية لقطاعات الخدمات التي تعتمد على القوى البشرية الأردنية الماهرة، وتمتلك إمكانيات هائلة للنمو وتوفير الوظائف ذات الأجور التي تكفل حياة كريمة للأردنيين وتلبي احتياجاتهم الأساسية، بالإضافة إلى استفادتها من الاتفاقيات التجارية المتعددة التي وقعها الأردن لتمكين الشركات العاملة فيه من الوصول إلى أسواق تضم مليار مستهلك حول العالم، كما أننا نعمل بشكل حثيث للتحول نحو إنتاج الطاقة البديلة من خلال الاستفادة من المزايا التي يتمتع بها الأردن في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وبحلول العام القادم، من المتوقع أن نولد خُمس احتياجاتنا من الطاقة من موارد الطاقة المتجددة، ومن شأن جميع هذه الخطوات تحفيز النشاط الاقتصادي وتوفير فرص العمل”.

ولفت إلى أن الأردن شرع بالفعل بتنفيذ المزيد من الإصلاحات لإرساء بيئة محفزة للأعمال، كما يعمل بشكل مستمر مع المجتمع الدولي لتوفير المرونة المالية اللازمة للنمو الاقتصادي؛ والحصول على التمويل الميسر أمر ضروري لتحقيق ذلك.

وأضاف العاهل الأردني “إن استراتيجيتنا الاقتصادية تمتد على مدار خمسة أعوام من أجل ضمان الاستدامة والاستمرارية، ولن ننتظر الظروف الحالية حتى تنفرج من تلقاء نفسها، فاليوم، ستتعرفون على مشاريع جاهزة للاستثمار توفرها آلية مؤسسية لإعداد المشاريع، وهي جهد أردني بالشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية لتحديد المشاريع ذات الجدوى، بالإضافة إلى الهيكلة القانونية والمالية المطلوبة التي ينشدها المستثمرون”.

وأوضح أن هذا المؤتمر يشكل نقطة البداية لبرنامج وجهد جديد للنمو الاقتصادي في الأردن، ودعم هذه الجهود يحقق منافع واسعة؛ فعندما تقوم جهات دولية مثلكم بدعم شعب يقوم بفعل الصواب، وعندما تعملون على تنمية الفرص، وعندما تسعون لتحقيق آمال الجيل الجديد بمساعدتكم الشباب في بناء مستقبل مشرق، فإنكم تقومون بتوفير الظروف لبناء اقتصاد عالمي مستقر وأخلاقي، وهو ما يعتمد عليه مستقبل الجميع.

وبيّن أنه وعلى مدار العقدين الماضيين، لم يشهد أحد قوة الشعب الأردني ومنعتهم، قائلا “لقد أصغيت إلى العائلات الأردنية ورأيت مدى تفانيهم في عملهم، وكرم عطائهم، وعزيمتهم، كما لم يرَ أحد المناظر الطبيعية الخلابة في بلادي ويشهد تنوعها كما رأيتها وشهدتها، فقد رأيت مدننا تتجدد بفعل مشاريع التطوير الخلاقة (كمشروع العبدلي في عمان)، ورأيت مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تفتح لنا آفاق الطاقة المتجددة، وزرت مواقع التراث العالمي الخمسة في بلادنا، والتي تجذب السياح من المنطقة والعالم، ورأيت عن قرب مزارعنا الخضراء الخصبة، وميناءنا الذي بات يستقبل السفن العابرة للمحيطات، والتقيت آلاف الشباب والشابات الأردنيين الذين يعملون من أجل مستقبلنا، فمنهم مبرمجو الحاسوب الشباب الذين يتقنون العربية والإنجليزية، ويقودون المنطقة في قطاع الاتصالات وإنتاج المحتوى العربي على الإنترنت، ومنهم رجال وسيدات الأعمال الذين يساهمون في بناء الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، ومنهم العلماء الذين يقودون الأبحاث في أول مسارع ضوئي في الشرق الأوسط، وغيرهم العديد من القادة والمبدعين الرياديين الشباب، وهؤلاء جميعاً تواقون للعمل معكم”.

وختم الملك عبدالله “في الواقع، إن لم تكونوا قد زرتم الأردن مؤخراً، فإنكم لم تروه بحق، لذا، أدعوكم جميعاً لزيارته لتشاركونا في بناء مستقبل مشرق، إن القيادة الاقتصادية بطبيعتها ترتبط بالقدرة على استشراف المستقبل، ومشاركتكم في هذا المؤتمر بتقديم رؤى مستقبلية يبعث رسالة أمل قوية لشعوبنا؛ فهذا المؤتمر يحمل شعار “نمو وفرص”، وأدعوكم أن تترجموا هذا الشعار بأفعالكم وجهودكم في هذا اليوم وفي القادم من الأيام، وأتمنى لكم النجاح والتوفيق”.

والتقى الملك عبدالله الثاني، في لندن أمس الأربعاء عددا من المسؤولين البريطانيين وشخصيات برلمانية وأكاديمية وفكرية في بريطانيا، وتناول اللقاء مجمل التطورات الإقليمية، ومواقف الأردن تجاه مختلف القضايا والأزمات في المنطقة، وحضر اللقاء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، والسفير الأردني في بريطانيا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]