أزمة الثانوية العامة، مشكلة مستمرة منذ عقود في مصر لا تجد من يحلها، وهي الشبح الذي يطارد كل طالب، إذ لا بد أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه طالبا في الثانوية يعاني ما عاناه مَن قبله.
في السنوات الأخيرة تفاقمت تلك الأزمة في مصر، فما بين أزمة تسريب الامتحانات الأخيرة وأزمة العشر درجات التي خصصها وزير التعليم العالي وأثارت استياء الطلاب وأولياء الأمور مع بداية العام الدراسي السنة الماضية، فضلا عن أزمات الدروس الخصوصية، ومظاهرات التلاميذ ضد قرار تعليق وإلغاء بعض الامتحانات، تبقى هناك أزمات أخرى أشد غرابة، أبطال تلك الأزمات هم عادة من طالبات الثانوية العامة، لهن تجارب أغرب من الخيال نتعرف على أشهر ثلاث طالبات منهن في التقرير التالي:
طالبة الصفر تعود من جديد
لم تنتهِ أزمة الطالبة مريم ملاك ذكري تادرس، والشهيرة بـ«طالبة صفر الثانوية العامة» التي تعرفنا عليها العام الماضي مع انتهاء العام، فبطلة القصة عادت للظهور من جديد بعد إعلان نتائج الثانوية العامة قبل يومين، لتتجدد أزمتها وتحمل مفاجأة جديدة، حيث أظهرت قاعدة البيانات أن الطالبة أدت الامتحانات بإدارة منازل ميت غمر بالدقهلية، وهو ما لم يحدث، حيث أدت الطالبة الامتحانات في محافظة المنيا.
وأظهرت نتيجة الثانوية العامة للطالبة، التي أثارت نتيجتها جدلاً في الشارع المصرى العام الماضي، بعد حصولها على صفر بجميع المواد، حصولها هذا العام على 75% بمجموع 307.5 درجات، وفي مادة الاقتصاد والإحصاء، حصلت على 26 درجة من 60.
وحصلت الطالبة على درجات: اللغة العربية «مؤجل»، اللغة الإنجليزية 45.5 درجة من مجموع 50، وفي اللغة الفرنسية 39 درجة من مجموع 40، الاقتصاد والإحصاء 26 من مجموع 50، وهي مادة لا تُضاف للمجموع، الكيمياء 51.5 درجة من مجموع 60، والأحياء 55.5 درجة من60، الجيولوجيا وعلوم البيئة 60 درجة من 60 حاصلة على الدرجة النهائية، الفيزياء 56 درجة من 60.
الأولى مكرر على الجمهورية.. إرهابية!
من بين الأوائل على جمهورية مصر العربية العام الحالي، كانت الطالبة أميرة العراقي ابنة القيادي الإخواني إبراهيم العراقي والمسجون حاليا ومحكوم عليه بالمؤبد بتهمة القتل والانتماء إلى جماعة محظورة.
لم يتم التعامل مع ابنة القيادي الإخواني بذنب أبيها، بل تم الإعلان عن نتيجتها ضمن الأوائل، بل وتلقت دعوة للتكريم أيضًا، لكنها رفضت تلك الدعوة وظهرت عبر صفحات التواصل الاجتماعي وهي ترفع علامة رابعة، مبينة أن «والدها يقبع في السجون ظلما مع آلاف المعتقلين، ولن تسامح من حرمها من والدها».
ولم تكتف أميرة بالرفض، لكنها اتجهت نحو الفضائيات المعارضة وأطلقت تصريحات تهاجم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ما دفع أحد المحامين المصريين، إلى مطالبة نيابة أمن الدولة العليا في البلاد، بحبس الطالبة الحاصلة على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة.
وكانت أميرة تدرس في مدرسة الهدى والنور الخاصة، والتي تقع غرب مدينة المنصورة، وحصلت على المركز الأول مكرر شعبة علمي علوم.
الأولى على الجمهورية ومنسية!
طالبة أخرى متفوقة لم يذكرها أحد وظلت مجهولة، وهي الطالبة هبة محمد عبد الحميد فودة، الطالبة بمدرسة بطرة الثانوية بنات، بمركز طلخا، بمحافظة الدقهلية، والحاصلة على مجموع 409.5، علمي علوم، وهو المجموع الذي حصل عليه أصحاب المراكز الأولى المكررة في امتحانات الثانوية العامة لعام 2016 لكن وعلى الرغم من ذلك لم يعلن وزير التعليم العالي، الهلالي الشربيني عن اسمها أثناء المؤتمر الصحفي الذي تم فيه إعلان نتائج الثانوية العامة.
وتعتقد الطالبة هبة أن يكون السبب في تجاهل اسمها أنها ضمن شعبة المنازل، التي اضطرت أن تحول لها بعد أن عجزت عن الحصول على إجازة مرضية من المدرسة بسبب إصابتها بمرض التايفود في بداية العام.