تحذير الدوائر السياسية والأمنية في ألمانيا، من مخاطر قائمة بسبب ارتفاع عدد السلفيين في البلاد، تزامن مع تحذيرات متزايدة من المخابرات الألمانية بأن هذه الزيادة تكشف ما سمته «المنطقة المظلمة» للعنف فى ألمانيا.
التقارير الأمنية في ألمانيا، كشفت أن المشهد السلفى تنامى بشكل كبير خلال الخمسة أعوام الماضية، وبحسب بيانات وزارة الداخلية الاتحادية، قبل شهرين ـ فى شهرأبريل/ نيسان الماضى ـ ينتمى نحو ١١ ألف شخص على مستوى ألمانيا لهذا التيار السلفي، أى ضعف ما كان عليه فى عام ٢٠١٣. ويعيش نحو ثلاثة آلاف «سلفى» فى ولاية شمال الراين «فيستفاليا»، غرب ألمانيا، من بينهم ٨٣٢ يعتبر أن لديهم استعدادا لاستخدام العنف، وهناك أكثر من ٢٥٠ شخصا منهم مصنفون على أنهم خطيرون أمنيا، بحسب المخابرات الداخلية بألمانيا.
- التقارير الأمنية، وتحذيرات أجهزة المخابرات، أثارت قلقا داخل المقاطعات الألمانية، وبدأت الأجهزة الأمنية تتحسب لوقوع أعمال عنف وأن يكون التيار السلفي، خلايا داعمة للتنظيمات الإسلامية «الإرهابية» وعلى راسها تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي يهدد بعمليات تقوم بها «الذئاب المنفردة»، وأن السلفيين في ألمانيا أصبحوا يشكلون «المنطقة المظلمة» للعنف والإرهاب.
وأوضح هربرت لاندولين مولر ، المسئول المخابراتى بهيئة حماية الدستور «المخابرات الداخلية الألمانية» أن هناك إشارات متزايدة على وجود سلفيين فى ألمانيا، ويرتفع عددهم بصورة تثير التوجس والقلق، وأن في ولاية «بادن ـ فورتمبرج»، على سبيل المثال، ارتفع عدد السلفيين من 200 شخص إلى 950 شخصا ينتمون لهذا التيار، الذي يمثل فكرا متطرفا «جهاديا»، وارتفع عدد المصنفين على أنهم خطيرون أمنيا فى الولاية من ٦٠ شخصا تقريبا فى العام الماضى إلى نحو ١٠٠ شخص، وهم الأشخاص الذين تتوقع السلطات الأمنية أن يقوموا بشن هجمات.
وتوالت ردود الفعل، تكشف عن القلق داخل ألمانيا، خشية وقوع عمليات إرهابية، وعمليات «دهس»، وتنفيذ عمليات انتحارية، وسقوط ألمانيا في دائرة «المنطقة المظلمة»، مع الأرقام والاحصائيات التي تطرحها المخابرات الألمانية، ومن بينها أن هناك ٨٨٠ شخصا حاليا فى ولاية سكسونيا السفلى ينتمون للتيار السلفي.. وفى ولاية بريمن ـ معقل الإسلاميين ـ ارتفع عددهم فى عام ٢٠١٧ إلى نحو ٥٠٠ شخص.
- وتصاعد تحذير المخابرات الألمانية، مع توجه الجيش الألمانى، قبول أجانب فى صفوفه بسبب النقص فى المجندين، الأمر الذى من شأنه أن يثير الكثير من الجدل على الصعيد السياسى فى البلاد، وقد يفتح المنافذ أمام المنتمين للتيار السلفي، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا ومباشرا على الأمن القومي لألمانيا.
ولم يستبعد هاينز برونير، خبير شئون الدفاع فى الحزب الاشتراكى الديمقراطى، قبول أجانب فى صفوف الجيش الألماني، محذر من تحول الجيش الألمانى إلى «مرتزقة»، متوقعا أن يكون الإقبال على الدخول بالجيش كبيرا، لا سيما أن العمل فى صفوف الجيش الألمانى يتطلب الحصول على الجنسية الألمانية، مما يطرح قضية الانتماء للجيش الألمانى فى حال القبول بانضمام أجانب إلى صفوفه، وكيف يمكن إغلاق الأبواب أمام السلفيين .
