المنفي في جنوب ليبيا.. فهل تنجح تحركاته في تأمين الثقة؟
يحرص رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد محمد المنفي على زيارة كافة أقاليم ليبيا وأخر تلك الزيارات كانت من نصيب مدينة سبها بجنوب ليبيا وذلك وسط محاولات منه لنيل الثقة من البرلمان والشارع الليبي.
وفي نفس الوقت دعا رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، إلى انعقاد جلسة رسمية في مدينة سرت وسط البلاد من أجل مناقشة منح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، مطالبا اللجنة العسكرية 5+5 بالرد رسميا لتأمين الجلسة في سرت.
وفي مطلع الشهر الجاري، نجحت الأطراف الليبية المشاركة في ملتقى الحوار السياسي في جنيف، برعاية أممية، في اختيار سلطة تنفيذية جديدة، تولى فيها عبد الحميد دبيبة بمنصب رئيس حكومة الوحدة الوطنية.
عقيلة صالح.. رئيس البرلمان الليبي دعا كافة النواب إلى الحضور في جلسة رسمية تخصص لمناقشة منح الثقة للحكومة الجديدة يوم الاثنين الثامن من مارس في مدينة سرت وسط ليبيا.
وأصدر صالح بيانا حث فيه اللجنة العسكرية 5+5 للرد سريعاً على طلب انعقاد جلسة رسمية في مدينة سرت وتأمينها، مشيرا إلى أنه إذا تعذر ذلك، يكون مكان انعقاد الجلسة المقر المؤقت للبرلمان في مدينة طبرق.
وقبل هذا الموعد، ستكون السلطة التنفيذية الجديدة أمام مهمة صعبة لإقناع أعضاء البرلمان لحضور جلسة منح الثقة، في ظل استمرار الانقسام، ورفض عدد من النواب عقدها في مدينة سرت لأسباب لوجستية وأمنية، وكذلك رفض رئاستها من جانب صالح.
يأتي هذا عقب عرض رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة هيكلية حكومته وتصوراتها للمرحلة القادمة وكذلك معايير اختيار تشكيلتها، على البرلمان، حيث طالب النواب بسرعة اعتماد حكومته ومنحها الثقة، مؤكدا أنه مستعد للذهاب إلى أي مدينة ليبية لتقديمها.
وأمام رئيس الحكومة مهلة حتى 19 مارس للحصول على ثقة البرلمان، قبل أن يبدأ مهامه رسميا في قيادة المرحلة الانتقالية والمضي قدما في تنفيذ خريطة الطريق التي تنتهي بإجراء انتخابات عامة في الرابع والعشرين ديسمبر المقبل.
ويواجه الدبيبة اختبار منح الثقة بثبات، حيث يمتلك خيارا ثانيا في حال فشل البرلمان في الانعقاد أو رفضه لحكومته، يتمثل في الذهاب إلى ملتقى الحوار السياسي المكون من 75 عضوا في تونس، للحصول على ثقته، حيث يؤكد ملتقى الحوار التزامه بموعد إجراء الانتخابات بغض النظر عن مسار تشكيل الحكومة.
من بنغازي دكتور عثمان البوسيفي أستاذ العلوم السياسية، أن زيارات رئيس المجلس الرئاسي هدفها أن يشعر كل أهالي أقاليم ليبيا بأن لهم دور في المجلس.
وأضاف البوسيفي، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أنه يجب على المنفي الحرص في اختيار من يجتمع معه خلال جولاته في أقاليم ليبيا.
وأوضح أنه لابد على المنفي إنهاء الاتفاقيات مع تركيا والتي أدت إلى إضطراب ليبيا وزعزعة استقراره.
وأشار إلى أن اللائحة الداخلية لمجلس النواب يمنح حرية عقد الجلسة في أي مدينة وفقا لتصويت الأغلبية.
وأكمل أن عقد جلسة البرلمان في طبرق طالما هناك خلافات حول عقد الجلسة في مدينة سرت.
وفي سياق متصل أكد عضو مجلس النواب من طرابلس مبروك الخطابي، أنه الوضع في سرت لا يسمح بعقد جلسة للبرلمان.
وأضاف الخطابي، خلال تصريحات لبرنامج حصة مغاربية، أن دعوة المستشار عقيلة صالح لعقد جلسة البرلمان غير قانونية.
وأوضح أن مدينة سرت وفقا لتصريحات بعض المشاركين في لجنة العسكرية 5+5 ليست مؤهلة أمنية لعقد جلسة فيها.
وأشار إلى أن اللجنة العسكرية منقسمة حول ملائمة مدينة سرت لعقد جلسة برلمانية فيها لمنح الثقة للحكومة الوطنية.
وأكمل أنه من الممكن أن تعقد جلسة البرلمان في طبرق أو غدامس مؤكدا أنه يؤيد حكومة الوطنية لأن المكسب الكبير للشعب الليبي هو أنه يحكمه حكومة واحدة وليس حكومتين.
