المنفي يزور النصب التذكاري لـ«أسد الصحراء» عمر المختار

التقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، اليوم الأربعاء، محافظ مصرف ليبيا المركزي السيد الصديق الكبير.

وخلال اللقاء تم التأكيد على ضرورة تسهيل كافة الإجراءات المالية المتعلقة بعمل اللجنة المالية العليا ومستجدات دعم المناطق المنكوبة جراء الفيضانات التي ضربت درنة، ومناطق الجبل الأخضر.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه كل يوم عمليات انتشال الجثث، أو على الأقل ما تبقى منها من تحت الأنقاض أو من البحر في مدينة درنة (شرق) التي دمرتها السيول، تتعالى في المقابل أصوات كل طرف سياسي بإعلان مبالغ مالية بملايين اليوروهات.

وكانت حكومة الشرق قد أعلنت عن «مؤتمر دولي» لإعادة إعمار درنة في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، قبل أن تضطر إلى تأجيله حتى مطلع نوفمبر (تشرين الثاني).

وأشارت الحكومة إلى أنها قامت بتقييم الأضرار ومبالغ التعويضات المقرر دفعها للضحايا. كما أعلن البرلمان المنبثق عنها والذي يتخذ من شرق البلاد مقرّا له أنه خصص 1.9 مليار يورو لإعادة الإعمار، دون أن يحدد كيفية صرف هذه الأموال.

اما الحكومة المتمركزة في غرب البلاد فقد أعلنت الأحد عن تمويل بقيمة حوالى 18 مليون يورو لصيانة المدارس المتضررة من الفيضانات في الشرق.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن الفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال خلفت آلاف القتلى والمفقودين وأدت إلى نزوح أكثر من أربعين ألف شخص.

ما تزال الصور المروعة تصل من شرق ليبيا بعد الكارثة التي خلفتها عاصفة «دانيال»، إثر السيول التي جرفت آلاف السكان إلى البحر ومسحت مباني من الوجود، في مناطق الجبل الأخضر، التي جرفتها السيول بالكامل.

الأودية في الجبل الأخضر، بحسب بيان  الجيش الليبي لا يمكن عبورها، كل الطرق الرئيسية والفرعية أصبحت مقطوعة بالكامل، مناطق عدة في الجبل الأخضر أصبحت مفصولة عن الأخرى بفعل الفيضانات التي غمرت الطرق. وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المساري، إن أكثر من 1.2 مليون شخص، ليبي وغير ليبي، في منطقة الجبل الأخضر تضرروا من جراء العاصفة «دانيال».

• كارثة الجبل الأخضر، تزامنت مع  ذكرى إعدام عمر المختار «شيخ المجاهدين العرب»، ويلقّبه الليبيون بـ «أسد الجبل الأخضر» بسبب مقاومته الشرسة لاستعمار إيطاليا لليبيا، متحصنا بالجبل الأخضر.

وتقول دائرة المعارف البريطانية إنه بعد احتلال الإيطاليين لليبيا عام 1911 واجهوا مقاومة طويلة الأمد، حرمت الفاشيين من السيطرة التامة على البلاد، وقد اضطر ديكتاتور إيطاليا الفاشي، بنيتو موسوليني، إلى قمع تلك الثورة بوسائل عقاب جماعية، حيث تم ترحيل 100 ألف ليبي من المناطق التي تعد معاقل للثورة (الجبل الأخضر) إلى معسكرات اعتقال.

وقد شهدت ليبيا عقب الاحتلال الإيطالي عددا من المعارك الكبيرة بين المقاومة بقيادة المختار والقوات الإيطالية، منها معركة درنة فى مايو/آيار عام 1913 التي دامت يومين، وانتهت بمقتل 70 جنديا إيطاليا وإصابة نحو 400 آخرين، ومعركة بوشمال عند عين ماره فى أكتوبر/تشرين الأول عام 1913، فضلا عن معارك أم شخنب وشلظيمة والزويتينة في فبراير/شباط عام، 1914 والتي كان يتنقل خلالها المختار بين جبهات القتال ويقود المعارك.

وأرادت إيطاليا أن تمنع طريق الإمداد على المقاومة فاحتلت واحة جغبوب، لكن ذلك لم يحل دون تصاعد عمليات المقاومة، مما دفع موسولينى لتعيين بادوليو حاكما عسكريا لليبيا في يناير/كانون الثاني عام 1929..وقد أعرب بادوليو عن رغبته في التفاوض مع المختار الذي استجاب لذلك وتم إبرام هدنة مدتها شهرين.

وفي كتابه «عمر المختار شهيد الإسلام وأسد الصحراء» يقول محمد محمود إسماعيل، إن المختار نشر رسالة إلى الليبيين في ذلك الوقت قال فيها، إنه وافق على تلك الهدنة مقابل عودة الأمير محمد إدريس السنوسي، وانسحاب الإيطاليين من جغبوب، والعفو العام عن كل المعتقلين السياسيين وإطلاق سراحهم.

ولكن لم ينفذ الإيطاليون بنود الهدنة، وقبل نهايتها طالبوا بتمديدها بحجة سفر بادوليو لروما، فمددت لعشرة أيام ثم لعشرين يوما..وهكذا عندما اكتشف عمر المختار أن الإيطاليين يريدون كسب الوقت، وصعد من عمليات المقاومة فعين موسولينى الجنرال غراتسيانى محل بادوليو ، وفى 1931 سقطت منطقة الكفرة بأيدي الإيطاليين الذين شددوا ضغوطهم على المختار.

واستمر شيخ المجاهدين فى قِتاله ضد المستعمر الإيطالى رغم كل الصعوبات التى اعترضته، ورجاله، وفى 11 سبتمبر/ أيلول 1931 وبينما كان اعمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع

كان لاعتقاله في صفوف العدو، صدىً كبيراً، حتى أن غراسياني (الحاكم العسكري لليبيا) لم يصدّق ذلك في بادىء الأمر،وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع..وفي نفس اليوم  وصل إلى بنغازي، وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه

وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غرسياني في الحديث مع عمر المختار.. ويذكر غرسياني في كتابه (برقة المهدأة):

«وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أن أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة، وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ:

• غرسياني: ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟
• فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
• غرسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.
• فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…

ويستطرد غرسياني حديثه: «وعندما وقف ليتهيأ للإنصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء. ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد, فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمةفي المساء»

عُقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م، وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت.

وعندما ترجم له الحكم، قال الشيخ «إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف.. إنا لله وإنا أليه لراجعون».

وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية .

وبقيت مقولة عمر المختار، حيّة  في الذاكرة العربية «نحن لن نستسلم..ننتصر أو نموت»، في رسالة حادة وقاطعة لقادة الاحتلال الإيطالي حينما طالبوه بالاستسلام والكف عن مقاومتهم:

• وفي عام 1943 انتهى الاحتلال الإيطالي لليبيا.

بحث رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس مجلس الدولة محمد تكالة ملف المصالحة الوطنية ونتائج أعمال لجنة قوانين الانتخابات.
وأكد الجانبان على ضرورة إيجاد حلول تضمن استمرار الاستقرار في ليبيا وتعزيز مشروع المصالحة للوصول للانتخابات في أقرب وقت ممكن.
كما التقى تكالة مع رؤساء بعض الأحزاب حيث تم التأكيد على أهمية دور الأحزاب في العملية السياسية، باعتبارها الداعم للمسار الانتخابي.

المنفي وتكالة تناولا خلال اللقاء نتائج أعمال اللجنة المشتركة للقوانين الانتخابية «6+6»، وسُبل البناء عليها لإيجاد حلول تضمن استمرار الاستقرار في ليبيا، فضلا عن سبل تعزيز مشروع المصالحة الوطنية، للوصول للانتخابات في أقرب وقت ممكن.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه رئيس مجلس الدولة أن هدفه في المرحلة الحالية تحقيق الاستقرار وعقد الاستحقاق الانتخابي، التقى تكالة مع رؤساء بعض الاحزاب مشددا على أهمية دور الأحزاب في العملية السياسية، باعتبارها الأساس في العملية الديمقراطية، والداعم للمسار الانتخابي، فضلا عن ضرورة تعزيز التوافق بين الأطراف الليبية والمضي قدمًا نحو تحقيق الاستحقاق الانتخابي وتلبية تطلعات الليبيين في بناء دولتهم.

وكان رئيس مجالس الدولة قد التقى المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي الذي طالب من جانبه الأطراف الليبية إلى التوافق على القوانين الانتخابية، لدفع العملية السياسية في البلاد .
برنامج “حصة مغاربية” ناقش ملف الوضع السياسي في ليبيا مع فرج زيدان الكاتب والباحث في العلوم السياسية، وأشرف بلها رئيس تجمع تكنوقراط ليبيا.