فرضت قضية الهجرة غير الشرعية نفسها على الحكومات الأوروبية، إضافة إلى العقبات القانونية والصعوبات التي تواجه الفارين إلى أوروبا عن طريق التهريب، فإن المعاناة تتضاعف بعد الوصول إلى دول أوروبية لا تعني بالمساعدة في هذه القضية، كاليونان وبلغاريا، وحتى بعض الدول الغنية الأخرى.
مشاهد الحرب والقتل والإرهاب والتشرد والفقر ومواجهة الموت حتى الوصول لدول أوروبا، قد تكون أهون من الموت نفسه على اللاجئين.
لكن المعاناة لا تنتهي بمجرد الوصول إلى حدود الدولة التي يتجه إليها اللاجئ، فأغلب الدول الأوربية تتمسك بنص البروتوكول الدولي الذي ينص على أحقية اللجوء فقط عند الدولة التي نزل فيها أولا، وإذا اتجه منها إلى دولة أوروبية أخرى فيحق للأخيرة عدم استقباله، ويبقى المهاجرون عالقون بين حدود الدول إلى حين النظر في قضيتهم، إلا أن الشتاء لاينتظر ولا يرحم من تقطعت بهم السبل
منظمة هيومن رايتس ووتش طالبت قادة دول الاتحاد الأوروبي أن يركزوا على تخفيف معاناة المهاجرين لذين تقطعت بهم السبل في مختلف الدول الأوروبية.
وأكدت المنظمة في بيان لها السبت أن توالي عمليات إغلاق الحدود في وجه اللاجئين وغياب التنسيق بين السلطات قد أوقع كثيرا من اللاجئين في ظروف بائسة.
وشددت على أن ما سمتها المعاملة المذلة للفارين من الحروب على الحدود الأوروبية مخزية ويجب أن تتوقف فورا.
ونبهت المنظمة إلى أنه ما لم تشرع دول الاتحاد في العمل معا لمعالجة أزمة اللجوء فإن أعدادا كبيرة من اللاجئين معرضون للموت على الحدود الأوروبية هذا الشتاء.