المهاجرون يتوافدون بكثافة إلى إيطاليا جراء المعاناة في ليبيا
تتوافد أعداد متزايدة من المهاجرين هذا الشتاء إلى إيطاليا نتيجة جهود السلطات الأوروبية لإغلاق طريق الهجرة انطلاقا من ليبيا وخصوصا بسبب الظروف المروعة في هذا البلد في شمال أفريقيا.
وفي الأيام الأخيرة وصل أكثر من 2700 مهاجر، تم إنقاذهم إلى إيطاليا، بينهم رضيع ولد على زورق إنقاذ تابع للشرطة النرويجية.
وأفاد إحصاء للحكومة الإيطالية الإثنين، أن عدد الوافدين هذا العام تجاوز 13 ألفا و400، بزيادة تراوح بين خمسين وسبعين في المئة مقارنة بالشهرين الأولين من عامي 2015 و2016.
ينطلق المهاجرون من ليبيا في موجات تجعل أية مقارنة خلال بضعة أسابيع فقط عملا دقيقا، لكن هذه الزيادة في الشتاء لا غرابة فيها. ففي فبراير/ شباط 2015، قضى أكثر من 330 مهاجرا في عاصفة، بينهم حوالى 20 بردا أثناء عملية إنقاذ هائلة.
وفي الفترة نفسها من العام الفائت أسفرت عمليات العبور عن مقتل حوالى 100 شخص، فيما أحصت الأمم المتحدة هذا العام حوالى 350 قتيلا أو مفقودا. وقبل أسبوع عثر على جثث 74 مهاجرا على شاطئ قرب طرابلس.
- ضرب واستغلال ..
أوضح فلافيو دي جاكومو المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التي يلتقي مندوبوها المهاجرين عند وصولهم إلى إيطاليا، أن «زيادة أعداد المتوافدين تعود على الأرجح إلى تضاعف خطورة ظروف المعيشة في ليبيا».
وهذا الأسبوع جمع مراسل وكالة «فرانس برس»، على متن زورق «غولفو أزورو» للإنقاذ التابع لمنظمة «برواكتيفا أوبن آرمز» الإسبانية، شهادات كثير من المهاجرين حول معاناتهم في ليبيا.
وقالت سيارون كمارا الغينية الأصل، «يوميا كنا نتعرض للضرب والتعليق بالحبال. لم يكن الأمر سهلا، كان أحدهم يموت يوميا».
كما روى الغيني باري مامادو، كيف أجبر المهربون المهاجرين على الاتصال بعائلاتهم من أجل مزيد من المال.
وقال، «كانوا يعمدون إلى ضربك عندما تطلب الرقم، كي يسمع أقاربك نحيبك. هناك خمسة أشخاص يحملون أنابيب طويلة، وينهالون عليك ضربا بلا انقطاع إلى أن تغيب عن الوعي».
- «ليبيا هي الجحيم» ..
قال غريزيلي الذي انطلق من غينيا بيساو، إن «ليبيا هي الجحيم. يعاملوننا كأننا سلع»، كاشفا آثار ضربات بعقب بندقية، مؤكدا أنه شهد وفاة حوالى 15 شخصا جوعا أو ضربا.
وهذا الأسبوع عثر على جثث 13 مهاجرا قضوا اختناقا في حاوية بعدما أمضوا أربعة أيام محتجزين فيها بانتظار الإبحار.
لكن لا ينطلق جميع المهاجرين من ليبيا في اتجاه أوروبا. فقد أنقذ زورق إكواريوس الذي تشغله منظمتا «إس أو إس المتوسط» و«أطباء بلا حدود» هذا الأسبوع، 75 مهاجرا بنغلادشيا كانوا يعملون منذ أربع سنوات في ليبيا قبل أن يقرروا الفرار نتيجة العنف المستمر بعد ست سنوات من الإطاحة بنظام معمر القذافي.
من جهتهم يتذرع المهربون بتصدي الأوروبيين لأنشطتهم لكي يدفعوا بالمهاجرين إلى الانطلاق في أسرع وقت.
في مطلع فبراير/ شباط، وقعت روما وطرابلس مذكرة تفاهم من أجل الحد من توافد المهاجرين بمساعدة الاتحاد الأوروبي. وستشارك إيطاليا بموجبه في تدريب قوة خفر السواحل الليبيين وتزويدها زوارق سريعة ومعدات.
وأوضح دي جاكومو، «يقول المهربون للمهاجرين أن الليبيين سيبدأون في غضون أشهر بتولي مهام إنقاذ المراكب وإعادة الجميع إلى أراضيهم. لكن العودة إلى ليبيا هي آخر ما يرغب فيه المهاجرون، لذلك يختارون الإسراع في المغادرة».