أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، بدء عملية استعادة الموصل ثاني مدينة في العراق وآخر معقل لتنظيم داعش في العراق، والتي استولى عليها التنظيم في العاشر من حزيران/يونيو 2014..
وتشن القوات العراقية مدعومة من التحالف الدولي العملية لاستعادة المدينة، التي يعبرها نهر دجلة، وتقع على بعد 350 كلم شمال بغداد وهي كبرى مدن شمال العراق وعاصمة محافظة نينوى الغنية بالنفط.
في 10 يونيو/حزيران 2014 سقطت المدينة التي كانت آخر معاقل حزب البعث قبل أن يتخذها تنظيم القاعدة مركزاً في يد جهاديي التنظيم المتشدد، واعنوا فيها قيام دولة الخلافة في 29 من نفس الشهر.
بعد سيطرة الجهاديين على الموصل نزح منها عشرات الآلاف من السكان، كان أغلبهم من آلاف المسيحيين الذين وجه إليهم الجهاديون إنذاراً في يوليو/تموز 2014 بين خيار اعتناق الإسلام ودفع الجزية أو مغادرة المدينة وإلا فالإعدام.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تعاني فيها تلك المدينة الأثرية من دمار الحرب، في سنة 637 ، دخل العرب المسلمون الموصل بقيادة ربعي بن الأفكل، الذي دبر خطة للسيطرة على الموصل بمساندة قبائلها العربية التي شاركت في قتال ضد الروم في تكريت.
فقامت هذه القبائل بالانسحاب إلى الموصل مظهرين انهزام المسلمين في معركة تكريت، حتى إذا دخلوا المدينة سيطروا على أبوابها لتدخل وراءهم جيوش المسلمين، وبعد أربع سنوات من هذه الواقعة، أرتد سكان الموصل عن الاسلام مما أدى إلى معارك أخرى نجحت في إعادة السيطرة على الموصل.
وأصبحت المدينة عاصمة دولة سلجوقية في أواخر القرن الحادي عشر، لكنها شهدت أوج ازدهارها في القرن التالي، ولاحقاً بعد استيلاء المغول عليها ونهبها عام 1262 انتقلت إلى سيطرة الفرس ثم العثمانيين.
في 1918 ضمت بريطانيا العظمى هذه المنطقة الغنية بالنفط إلى العراق “فترة الانتداب البريطاني” فيما أرادت فرنسا ضمها إلى سوريا التابعة لها “الانتداب الفرنسي”، واعترفت عصبة الأمم بهذا الضم العام 1925.
كما شهدت المدينة العريقة تضررا كبيرا أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) وفي قصف الطيران الأمريكي الكثيف قبل أن تسيطر عليها القوات الأمريكية الكردية في أبريل/نيسان 2003.
ا
