الموصل تنتظر المعركة الأخيرة ضد «داعش» وسط خلافات الفرقاء في بغداد

باتت عملية تحرير الموصل العراقية من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي وشيكة، بعد العمليات الناحجة التي قامت بها القوات العراقية، بمساندة طيران قوات التحالف الدولي، في تحرير العديد من المدن العراقية التي وقعت تحت يد التنظيم في شرق العراق.

وتعد مدينة الموصل التاريخية المعركة، ذات أهمية كبيرة لداعش، باعتبار أنها تعد عاصمة التنظيم ويعتقد أن تضم مقر أبو باكر البغدادي زعيم التنظيم، والذي كان ظهوره الأول  فيها قبل عامي، ليعلن دولة الخلافة من أحد مساجدها.

 تخوفات المعركة الطائفية

ورغم أنه ينظر إلى معركة تحرير الموصل، بأنها المعركة الفاصلة في الحرب، لكن ظهرت عدة مشاكل، بسبب الخلافات السياسية بين الفرقاء السياسيين في بغداد، خاصة بعد إقالة وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي نتيجة خلافته مع البرلمان العراقي ورئيسه سليم الجبوري.

ويضاف إلى ذلك المخاوف من تحويل معركة تحرير الموصل التي  تعد ثاني المدن العراقية من حيث السكان (2 مليون نسمة) إلى معركة طائفية، والتخوفات من مشاركة قوات الحشد الشعبي الشيعية في  المعركة في المدينة ذات المكون السني، تثير تخوفات من وجود عمليات انتقامية، وخشية رد فعل سكان المدينة  للقوات الوافدة مما يصعب المعركة التي ستعد فاصلة لتنظيم داعش.

mosal 2

وتقع مدينة الموصل من يونيو/ حزيران 2014، تحت حكم تنظيم داعش المباشر الذي تمكن من السيطرة عليها بعد فرار القوات والشرطة العراقية منها، مما تسبب في نروح نصف مليون عراقي منها عقب سيطرة التنظيم عليها، كما يعيش بقية سكان المدينة حالة إنسانية سيئة في المدينة  بعد أن فرض التنظيم نمط حياة متزمن بعد إجبارهم للخضوع لأوامر التنظيم وتصوراته.

 

تاريخ الموصل

وتعتبر الموصل مركزًا لمحافظة نينوى بشمال العراق، وهي ثاني أكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد، وعرفت بهذا الاسم لكونها ملتقى طرق عدة تصل الشرق بالغرب.

ويسكن الموصل نحو مليوني نسمة، يتكلمون اللهجة الموصلية التي تختلف عن باقي لهجات العراق والشام لتأثرها بلغات أخرى كالتركية والفارسية والكردية.

ويُشكل العرب السنة أغلب سكان المدينة، كما ينتشر بها الأكراد، وأغلبهم من السنة، بالإضافة إلى التركمان والعرب الشيعة.

ومثلت الموصل عبر التاريخ مركزًا هامًا لتجمع المسيحيين الكلدان والسريان والآشوريين، وكذلك الأرمن الذين زادت أعدادهم بعد الحرب العالمية الأولى، ثم تراجعت منذ ثمانينيات القرن الماضي بسبب الهجرة وموجات العنف التي أعقبت حرب العراق وإيران.

واشتهرت الموصل في القرن السادس عشر بوصفها مركزا تجاريا وذلك بحكم العلاقات التي ربطتها بالبلدات المجاورة. وفي القرن الثامن عشر أصبحت من أهم مصدري الحبوب في المنطقة، كما ظهر بها خط تجاري نهري في النصف الثاني من القرن العشرين عبر نهر دجلة يمتد من الموصل إلى البصرة عبر بغداد.

وعقب الاحتلال الإنجليزي للعراق في عشرينيات القرن الماضي، عُرفت الموصل كأحد مراكز تصدير النفط في الشمال، كما توسعت فيها الزراعة وتنوعت بعد إنجاز بعض مشاريع الري على سد الموصل (سد صدام سابقا) ونهر الزاب الكبير.

mosal 3

وظلت تحت حكم العثمانيين حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. وبعد اتفاقية سايكس بيكو، أصبحت تابعة للنفوذ الفرنسي، ثم تنازلت عنها فرنسا لبريطانيا بموجب معاهدة “سيفر” عام 1920. وفي 1925 قررت الأمم عودة الموصل إلى العراق، وانضمت رسميًا إلى المملكة العراقية في 3 نوفمبر/تشرين الأول 1932.

وبعد ثورة 1958 أعلن عبد الكريم قاسم قيام الجمهورية العراقية، وفي 8 مارس/آذار 1959 أعلن قائد الفيلق الخامس بالجيش العراقي عبد الوهاب الشواف -عبر راديو الموصل- العصيان، ودعا الشعب إلى حمل السلاح ضد قاسم، مستعينًا بالقوميين العرب وبعض الاقطاعيين، إلا أن قاسم تمكن من حسم المعركة، وأعدم مئات من القوميين العرب على يد الشيوعيين، ونزح العديد من سكان الموصل إلى بغداد.
وفي 21 أبريل/نيسان 2003 تمكنت قوات البشمركة الكردية بالتعاون مع الفرقة المظلية 101 من الجيش الأميركي من احتلال المدينة بعد استسلام القوات العراقية.

وفي نهاية عام 2004 تدهور الوضع الأمني بالموصل، وتمكن مسلحون منتمون لتنظيم القاعدة من السيطرة على أجزاء منها، فدارت معارك شرسة بين المسلحين من جهة والقوات العراقية والأميركية من جهة أخرى.

 الأقليات الدينية

وشهدت السنوات الأربع اللاحقة موجات عنف استهدفت الأقليات الدينية، كان أهمها عمليات قتل استهدفت مسيحييها أواخر عام 2008 وأدت إلى نزوح أغلبهم إلى مناطق سهل نينوى شرقي الموصل.

وفي عام 2011 شهدت الموصل احتجاجات للمطالبة بخروج القوات الأمريكية بشكل كامل، واستقالة حكومة المالكي وذلك ضمن سلسة الاحتجاجات التي شهدها العراق.

وفي العاشر من يونيو/حزيران الجاري سيطر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام على المدينة بعد معركة مثيرة للجدل فرَّ فيها أفراد الجيش العراقي، وهو ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من سكانها.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]