أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قيادات وعائلات تنظيم داعش الإرهابي بدأت في النزوح إلي مدينة الموصل العراقية بعد الهجمات التي شنتها كل من الطائرات الفرنسية والروسية علي معاقل التنظيم في الرقة السورية.
وأصبحت مدينة الموصل الملاذ الآمن لعناصر التنظيم الإرهابي، التي نزحت إليها أيضا من مدينة سنجار بعد أن استعادتها قوات البيشمركة الكردية بغطاء من ضربات التحالف الدولي، بعد أكثر من عام من سيطرة التنظيم عليها، حيث اعتبر محللون عراقيون أن تحرير سنجار يعد بداية حقيقية نحو تحرير الموصل.
وكانت فرنسا قد أعلنت، السبت الماضي، أن طائراتها بدأت غارات جوية مكثفة علي مواقع لداعش في سوريا بعد أن تبني التنظيم الإرهابي سلسلة من الهجمات شهدتها 7 مواقع متفرقة في العاصمة الفرنسية باريس وأدت إلى مقتل 132 شخصا من جنسيات مختلفة وإصابة المئات.
جاء ذلك تزامنا مع هجوم غير مسبوق شنته روسيا، انتقاما من عناصر داعش التي تبنت سقوط طائرتها في سيناء، وفق ما ذكر مسؤولون روس، علي مواقع التنظيم الإرهابي في الرقة في واحدة من أكبر عملياتها وأكثرها تعقيداً في تاريخها الحديث، إذ أرسلت إلى سوريا ما لا يقل عن 25 قاذفة نووية، و34 صاروخ كروز، استهدفت 14 هدفا للتنظيم الإرهابي في الرقة.
الموصل.. المعركة القادمة
السيطرة علي سنجار أبرزت “الموصل” المعركة القادمة وسط تكهنات بدور كل من قوات التحالف والقوات العراقية وكذلك قوات البيشمركة الكردية، حيث كرر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، ستعداد الأكراد للمشاركة في استعادة الموصل، إلا أن مخاوف تثار حول أن يؤدي الاستيلاء على مدينة عربية كبرى سيعد عدوانا كرديا على العرب، من شأنه رفع حدة التوتر مع الحكومة المركزية في بغداد، ويعود بالاذى على الأقلية الكردية التي بقيت في الموصل بعد استيلاء “داعش” عليها.
الأكثر تعقيدا
وشهدت الموصل عددًا كبير من ضربات التحالف الدولي، كما أعلنت القوات العراقية أنها اتخذت بالفعل خطوات نحو تحريرها وامتلاكها خطة محددة، تضمنت تمكنها من استعادة على تكريت في مارس/آذار الماضي، وهي الخطوات التي لم تسفر عن أية نتائج فعلية نحو تحرير الموصل التي يري مراقبون أنها الأكثر تعقيدا في طريق القضاء علي داعش.
علي الجانب الآخر، فإن فشل القوات العراقية في السيطرة علي أكبر مصفاة للنفط في العراق “مصفاة بيجي”، وهي في الطريق إلى الموصل، التي سيطر عليها التنظيم بعد معارك استمرت لشهور مع القوات العراقية، يثير التساؤلات بشأن إمكانية تحرير الأخيرة.
وبدأ الهجوم على الموصل في 6 يونيو/حزيران بعد أشهر من معارك شرسة بين القوات العراقية والتنظيم في الأنبار وصلاح الدين، ما أدي إلى انقطاع التعزيزات عن الموصل، وسقطت المدينة بالكامل بيد التنظيم بعد انسحاب عناصر الجيش العراقي منها في العاشر من الشهر نفسه بعد سعيه إلى الاستيلاء على منشآت إنتاج النفط والسدود ومنشآت توزيع المياه.
جرائم داعش في الموصل
تعد الموصل أكبر المدن العراقية التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي وهي المعقل الرئيسي له بالعراق، الذي شهد موجة نزوح بعد اقتحام الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش مطار الموصل وقواعد ومعسكرات عسكرية، أعقبها إطلاق ثلاثة آلاف سجين من السجون والمعتقلات في الموصل، وهدم الأضرحة والمراقد.
