عرقل السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، بيانا أمميا يدعو الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى التعاون مع المبعوث الأممي، مطالبا بأن يتم استبدال ذلك بدعوة «كل الأطراف» للتعاون معه، ما أفشل إصدار البيان.
ووسط تساؤلات حول حقيقة الموقف الروسي في اليمن، نقلت صحيفة «مكة» السعودية تصريحات مندوب المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة، السفير عبد الله المعلمي، الذي أكد أن «التعنت الروسي في عرقلة إدانة مجلس الأمن للحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي صالح ناجم عن رغبتها في مقايضة موقفها تجاه اليمن بما تواجهه من صعوبات في الملفين السوري والأوكراني».
وقال المعلمي، «لا أعرف ما هي الدوافع وراء الموقف الروسي، ولكني أتوقع أن الموقف الروسي لا بد أن يكون مبنيا على توازنات مع ما يواجهونه من صعوبات في سوريا وفي أوكرانيا، ولذلك يسعون إلى مقايضة هذا الموقف بمواقفهم في مواقع أخرى».
ونقلت صحيفة ABC نيوز الأمريكية، عن دبلوماسيين، حضروا الجلسة المغلقة، أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، أراد أن يعبر بيان مجلس الأمن عن مخاوفه المتزايدة حول «جرائم الحوثيين» وأفعالهم، ودعوة كل الأطراف للالتزام بوقف كامل لإطلاق النار، مؤكدين أن روسيا لم توافق على أي انتقاد للحوثيين.
أما الحكومة اليمنية فلم ترى أن الموقف الروسي جاء «مضادا للشرعية»، وإنما اعتبرته «موقف احتجاجي عام من تعثر المفاوضات» حيث أشار عبد الله العليمي نائب مدير مكتب الرئاسة اليمنية عبر تويتر أن «الموقف الروسي كان جليا منذ اللحظة الأولى، رافضا للانقلاب واختطاف الدولة، مقدرا للحكومة موقفها الجاد في المشاورات ورغبتها في السلام»، وهو ما عبر عنه المندوب الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، الذي أكد، وفق الصحيفة الأمريكية، أن «روسيا والدول الأخرى لا تفهم كيف يُقترح التصديق على اتفاق مقترح يتضمن فقط القضايا العسكرية دون الحلول السياسية» في إشارة إلى مشاورات الكويت.
وفي خضم 17 شهر من الصراع بين الأطراف اليمنية، اتجه عدد كبير من الدول الأجنبية إلى إغلاق سفاراتها في اليمن، إلا أن السفارة الروسية ظلت صامدة هناك، تستضيف لقاءات بين السفير الروسي وكل من علي عبدالله صالح والحوثيين.
وفي أعقاب الإعلان عن تشكيل التحالف العربي وشن أولى غاراته في اليمن في مارس الماضي، انتقدت روسيا الحملة السعودية لإبعاد الحوثيين المدعومين من إيران من الموقف اليمني، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، كما أشار المتحدث باسم وزير الخارجية الروسي إلى أن عمليات التحالف تمثل «تهديدا خطيرا على الأمن القومي».
وعلى الرغم من دعم روسيا الواضح للحوثيين وصالح، إلا أنها لم تفصح يوما عن هذا الدعم، أو حتى الانتقاد للحكومة الشرعية، في الوقت الذي يرى فيه مراقبون أنها التزمت الحياد لعدم تورطها في عمليات عسكرية أخرى في منطقة الشرق الأوسط، بعد تورطها في سوريا.
