«المولوية».. من الحرب إلى السلام في حضرة الله

في القرن الثالث عشر الميلادي دخلت بلاد الشرق النفق المظلم بعد الأمجاد التي حققها المسلمون وامتداد رقعة دولتهم شرقا وغربا، وبسبب أحداث سياسية متلاحقة وحروب غير محسوبة وجد المسلمون أنفسهم محاصرين بين جيوش جنكيز خان «1165-1227» وبين هجوم الحملات الصليبية «1096-1291»، التي محت في طريقها الأخضر واليابس وأغرقت البلاد في بحور من الدماء فسقطت بلاد الشرق سقطة تلوها أخرى.

أصبح العالم مسرحا للدمار وانعدم السلام وتشتت السبل، وصار الجميع يبحث عن وسائل للنجاة والسلام النفسي حتى خرجت فرق إسلامية عدة بمذاهب مختلفة مثل المعتزلة، والمشبهة، والمرجئة، والخوارج، لكنها اختلفت فيما بينها.

جلال الدين الرومي وشمس التبريزي

وبينما يحاصر طوفان الحرب  الجميع من كل اتجاه، ظهر مولانا جلال الدين الرومي، يبحث عن طريقة لعودة السلام، فطلب من المسلمين أن يتماسكوا ويحافظوا على وحدتهم، بينما ظل يتنقل كثيرا بحثا عن الله وعن السلام وعن الحب، وأثناء تجواله التقى شمس الدين التبريزي في قونية سنة 1244 ميلادية، وليتحقق بينهما الكمال الصوفي وصار بعدها «شمس» الأستاذ الروحي للرومي الذي لم ينس جميل أستاذه طوال حياته.

ابتكار «المولوية»

ألهمت علاقة الصداقة والمحبة بين الرفيقين شمس التبريزي وجلال الدين الرومي، أن يطور الأخير شيئا يوحد الجميع هربا من الدمار في العالم لتحقيق الهدوء، فبعد لقائه التبريزي فكر الرومي في ما عرف بعد ذلك بالطريقة «المولوية»، وهو الرقص الدائري لمدة ساعات طويلة، يدور الراقصون حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، ويندمجون في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحي، فيتخلصون من المشاعر السلبية ويستغرقون في وجد كامل يبعدهم عن العالم المادي ويأخذهم إلى حضرة الله.

مع تلك الحركات الراقصة التي ابتكرها الرومي، كان ينشد بالفارسية وبالتركية «المثنويات» على أنغام الناي، والمثنويات هي مجموعة من الأشعار الصوفية الملحمية، ألفها وسجلها كحكايات أبطالها يرتحلون ويبحثون عن الحقيقة.

رأى الرومي في الناي أكثر الآلات ارتباطا بعازفه ووسيلة مناسبة للجذب الإلهي، وشبّه أنين الناي بأنين الإنسان للحنين إلى الرجوع إلى أصله.

كان الهدف من نشأة المولوية إزالة الفروقات بين الأديان والطوائف ورفض التعصب، وسافر المولويون إلى القرى والأماكن النائية لمساعدة الفقراء، وإقامة حفلات السماع التي تعزّي القلوب الحزينة، وانتشر تأثير الطريقة المولوية في رقعة شاسعة من الأرض تمتد ما بين أذربيجان شرقا حتى فيينا غربا.

الرمز في رقصة المولوية
«المولوية» هي الرقصة الرمزية المميزة للدراويش فكل حركة من اليدين والقدمين والرأس لها معنى ودلالة خاصة، فالدوران عكس عقارب الساعة دليل على تبادل الليل والنهار، الملابس البيضاء التي يرتديها الراقصون ترمز إلى الأكفان، والمعاطف السوداء ترمز إلى القبر، والقلنسوة ترمز إلى شاهد القبر، والسجاجيد الحمراء ترمز إلى لون الشمس ساعة الغروب، والدورات الثلاث في ساحات الرقص ترمز إلى المراحل الثلاث في التقرب إلى الله، وهي طريق العلم، والطريق إلى الرؤية والطريق المؤدي إلى التواصل مع الله.

تعمد إسقاط المعاطف السوداء أثناء رقص المولوية يعني الخلاص، أما قرع الطبول فيرمز إلى النفخ في البوق يوم القيامة، ودائرة الراقصين تقسم إلى نصفي دائرة، يمثل أحدهما قوس النزول أو انغماس الروح في المادة، ويمثل الآخر قوس الصعود، أي صعود الروح إلى بارئها، ويمثل دوران الشيخ حول مركز الدائرة الشمس وشعاعها، أما حركة الدراويش حول الباحة فتمثل القانون الكوني، ودوران الكواكب حول الشمس وحول نفسها.

https://www.youtube.com/watch?v=mdxAQV3JGlM

طريقة الرقص

رقصة الموولوية تبدأ عادة ببطء وذلك من خلال الدوران حول شيخ الفرقة، وفي كل لفة يذكر اسم الجلالة الذي يشكلونه بحركة أيديهم وأجسامهم، تدريجيا تتزايد سرعة الدوران حول شيخ الفرقة  ويشترط أثناء الدوران عدم لمس ثيابهم، ثم يبدأ الإنشاد مع ارتفاع صوت الناي بالتدريج، وترديد  اسم «الحي» لتختتم وصلة الدوران بتكرار اسم «الله الله الله».

تطورت رقصة المولوية، بعد أن انتقلت إلى مصر وعرفت برقصة التنورة والتي ترقص بالألوان المزركشة وبموسيقى شعبية تراثية، وتختلف تماما عن «المولوية»الصوفية ذات الطابع الديني.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]