«الميل السامي» حرم هؤلاء من «نوبل»
في كل عام وقبل الإعلان عن الفائزين بجائزة نوبل تثار الضجة، والتكهنات، وتنشب الخلافات حتى بعد إعلان النتائج، وهناك انتقادات عديدة وجهت للجائزة ومعايير اختيار الفائزين، منذ أن فاز بها الشاعر الفرنسي سولي برووم، الذي كانت شهرته محدودة.
ليون تولستوي
حجبت الجائزة عن «تولستوي» صاحب رواية الحرب والسلم، الذي قضى عام 1910 وهو في الثانية والثمانين دون أن يحصل على الجائزة التي منحت في حياته لعشرات غيره.
ومع ذلك تظل جائزة نوبل منذ أن أقرّت قبل مائة عام، أرفع الجوائز التي يتطلع إليها المبدعون من جميع أنحاء العالم، والتي تصل قيمتها المادية إلى مليون دولار أمريكي.
العديد من العوامل تقف خلف منح الجائزة وحجبها عن بعض مستحقيها، لا أحد يعرفها يقينا، فليست شهرة الكاتب وحدها سببا كافيا لحصوله عليها، فهناك كتّاب عالميون لم تمنح لهم الجائزة، في حين منحت لآخرين لا يعرف عنهم أحدٌ شيئًا.
بعض منتقدي معايير الجائزة يرجعون السبب في ذلك لخضوع الجائزة للأهواء والضغوط السياسية، وهناك من وصل به حد الانتقاد وطرح اتهامات بانحياز الجائزة إلى الأدباء اليهود، أو من لهم ضلوع في خدمة الأهداف الصهيونية، والبعض قال أنها تدفع إلى الانشقاق وتفتيت الدول، وكانت حجتهم في ذلك منحها لأدباء روس منشقين ومناهضين لسياسات دولهم، مثل باسترناك وسولتجستين والكاتب الصيني، غاو كسينج جيانج.
سبب آخر غير مفهوم حول الجائزة، يرجع إلى أحد الشروط المطلوب توفرها في العمل الذي يستحقها بأن يتوافق مع «الميل السامي» الذي لم يُفهم المقصود به، فبحسب ما جاء في وصية ألفريد نوبل في العمل الذي يستحق الجائزة، أن يكون عملا متميزا ذو ميل سامي مثالي.
في العشرينات والثلاثينات، تم اعتبار «الميل السامي» نوعا من التعاطف الإنساني العميق، وقد أدى هذا الاتجاه إلى اضطراب شديد في أسس منح الجائزة.
عباس محمود العقاد
وشكك عباس محمود العقاد خلال كتابه «جوائز الأدب العالمي» في نزاهة جائزة نوبل، وأورد مقارنة بين 10 فازوا بالجائزة و10 لم يفوزوا بها.
يوسف إدريس
وكان الأديب يوسف إدريس من أبرز الأسماء العربية التي تم ترشيحها لنيل نوبل، لكنه توفي ولم يحصل عليها، وبعد سنوات من رحيله خرج الكاتب السويدي شل أسبمارك، عضو الأكاديمية السويدية ورئيس لجنة نوبل بين عامي 1998 و2004، وأحد الأعضاء الخمسة المسؤولين عن الإختيار النهائي للفائز بجائزة نوبل للآداب إلى توضيح سبب الضجة التي أثيرت عام 1994 الخاصه بالكاتب الراحل يوسف إدريس حين اقترح عليه زعيم سابق لحزب سويدي الموافقة على تقاسم جائزة نوبل مع كاتب اسرائيلي، قائلا : «هذا الإقتراح لم يكن من أحد أعضاء جائزة نوبل، بل كان حماقة من رجل سياسي سويدي كان في زيارة الى مصر واقترح على ادريس أن يقتسم نوبل مع كاتب اسرائيلي وغضب ادريس يومها كثيرا وراح يصرخ أمام الجميع»
نقولا كازانتزاكيس
رُشح للجائزة العديد من الأسماء المؤثرة واللامعة في الأدب العالمي ولكنهم لم يحصلوا عليها ووافتهم المنية، مثل إميل زولا، بول بورجيه، ليون تولستوي، توماس هاردي، محمد إقبال، نقولا كازانتزاكيس، بلانسكو، اباتير، اميل ناجيه، بنديتو كروشيه، روبرت فروست، ومن أدباء العرب رشح كل من ميخائيل نعيمة، طه حسين،عباس محمود العقاد، الطاهر بن جلون، يوسف إدريس، لكن الموت غيّب جميع الأسماء السابقة دون أن يحصلوا الجائزة.
بينما رفض الأديب الروسي بوريس باسترناك الجائزة عام 1958، تحت ضغط السلطات التي كانت تضطهده، ولم يرفض «جان بول سارتر» الجائزة كما أشيع عام 1964، إذ أن الرفض كان قبل تأكده من نيلها وإعلان النتيجة، وبعد حصوله على الجائزة طالب بقيمتها المادية.
