اشتعلت حركة «التنبؤات» وحرب استطلاعات الرأي، في الولايات المتحدة الأمريكية، قبيل ثلاثة أيام من عملية الاقتراع الرسمي في انتخابات الرئاسة، المقرر إجراؤها الثلاثاء المقبل (3 نوفمبر/ تشرين الثاني)، وتباينت التوقعات حول من يفوز في الانتخابات الأمريكية: دونالد ترامب،أم جو بايدن؟
استطلاعات الرأي تجنح لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، وترشحه للفوز بفارق ملموس عن ترامب..وتظهر أغلبية استطلاعات الرأي الأمريكية، تقدم بايدن، وتتوقع حصوله على نحو 50% من الأصوات، ويبدو نائب الرئيس السابق في طريقه للفوز بـ«التصويت الشعبي».. لكن الأمر الوحيد المهم هو ضمان المرشح الحصول على 270 صوتاً انتخابياً في المجمع الانتخابي.
وقبل 3 أيام من الاقتراع، يحافظ بايدن على تقدمه في الاستطلاعات على المستوى الوطني وفي ولايات رئيسية حاسمة، وتشير الاستطلاعات إلى أن المرشح الديمقراطي جو بايدن متقدم بفارق كبير على منافسه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب على مستوى البلاد، لكن الفارق أقل في الولايات المتأرجحة التي تلعب دوراً حاسماً في النتيجة النهائية.
وبينما قال الرئيس ترامب، في تغريدة عبر «تويتر»، إن «استطلاعات الرأي الحقيقية تقول إنني سأفوز في كل مكان»، من دون أن يقدم أدلة على ذلك، علماً بأن الرئيس الأمريكي غالباً ما ينتقد نتائج الاستطلاعات ويصفها بأنها زائفة، لا سيما أنها فشلت في التنبؤ بالفائز في انتخابات 2016.
وفي حقيقة الأمر..وبسبب النظام المعقد لانتخابات الرئاسة الأمريكية، أحيانا ما تكون استطلاعات الرأي التي تسبق التصويت مضللة، وهذه هي الحقيقة التي يستند إليها الرئيس دونالد ترامب للتشكيك في مصداقية هذه الاستطلاعات،
أسباب فشل استطلاعات الرأي
وكانت استطلاعات الرأي، فشلت أغلبيتها في التنبؤ بالفائز في انتخابات العام 2016، إذ من بين أهم 20 هيئة استطلاع أمريكية توقعت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» ومعهد «يو إس سي تراكينغ» فقط، فوز ترامب.
ويعود إخفاق استطلاعات الرأي في تحديد هوية الفائز عام 2016، إلى اهتمام مراكز البحث ووسائل الإعلام بالتصويت الشعبي، وهو الأمر الذي لا يحدد بالضرورة رجل البيت الأبيض، كما أن عددا لا يستهان به من الأمريكيين صوتوا لترامب من دون التصريح بذلك، بحسب مركز «بيو» للأبحاث، لأن فكرة التصويت لملياردير العقارات حينذاك «لم تكن مقبولة اجتماعيا»
وثمة عوامل أخرى تؤدي إلى فشل الاستطلاعات، منها صعوبة معرفة ما إذا كان المشاركون فيها سيدلون بأصواتهم بالفعل أم لا، إضافة لاطمئنان المؤيدين إلى تقدم مرشحهم بالاستطلاعات وبالتالي تقاعسهم عن المشاركة يوم الاقتراع.
من هو «سيد البيت الأبيض» الجديد؟
وبينما يترقب العالم اسم «سيد البيت الأبيض» الجديد.. فإن الأمر لا يقتصر على موجة «استطلاعات الرأي» فقط، ولكن تزاحمها في الوقت
نفسه حركة تنبؤات من خبراء كان معظمهم قد نجح في توقعاته السابقة أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. وبات واضحا أيضا تباين تلك التنبؤات بين أبرز الخبراء الأمريكان:
وتنبأ الخبير الأمريكي «روبرت كاهالي»، كبير مختصي استطلاعات الرأي في مجموعة «ترافلغار» ـ والذي كان قد توقع بدقة نتيجة انتخابات 2016 ـ أن يعاد انتخاب ترامب من جديد.. وقال روبرت كاهالي: إنه يرجح أن يعاد انتخاب الرئيس الحالي، بالحد الأدنى من أصوات المجمع الانتخابي، وهو 270 صوتاً.
ويرجح كاهالي أن يحتفظ ترامب هذا العام بولايات فلوريدا وأوهايو وكارولينا الشمالية وجورجيا، مما يضمن له العدد المطلوب من أصوات المجمع الانتخابي.
وفي المقابل..فإن التنبؤ الثاني من قبل الخبير الأمريكي وأستاذ التاريخ، آلان ليتشمان، ـ والذي كان قد تنبأ بنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية منذ عام 1984 وحتى عام 2016، من خلال نظام أسسه يتكون من 13 مفتاحاً، وتشمل عوامل مثل الاقتصاد والفضائح والاضطرابات الاجتماعية والكاريزما الشخصية للمرشحين ـ وهو يتوقع خسارة ترامب.
وقال ليتشمان إن الرئيس الحالي «سيكون أول رئيس يخسر إعادة انتخابه لفترة ثانية، منذ جورج بوش الأب عام 1992».
