مع اعتراف القادة الأفارقة بالإخفاق في الحد من النزاعات التي تمزق القارة السمراء.. افتتحت صباح اليوم الأحد، فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فعاليات قمة الاتحاد الإفريقى الـ ٣٣ والتى تستمر على مدار يومين، بمشاركة رؤساء دول وحكومات 55 دولة أعضاء فى الاتحاد الإفريقى، وتعقد القمة هذا العام تحت شعار «إسكات البنادق: خلق الظروف المواتية لتنمية إفريقيا»، وفي محاولة من القادة الأفارقة لتعزيز مشاركتهم في الوساطات في عدد من النزاعات المسلحة التي تمزق القارة على الرغم من الإخفاقات السابقة.
اعتراف «مرير» بإخفاق الاتحاد الأفريقي في «إسكات البنادق»
الملاحظة اللافتة للمراقبين في أديس أبابا، أن القمة الأفريقية افتتحت باعتراف «مرير»، بإخفاق منظمة الاتحاد الأفريقي في تنفيذ التعهد الذي قطعته في 2013 «بإنهاء كل الحروب في إفريقيا بحلول 2020 » وهو ما لم يتحقق، ولا تزال نيران النزاعات تمزق العديد من دول القارة، ومن الساحل الأفريقي إلى الصومال، بحسب وصف رئيس مفوضية الاتحاد، موسى فكي، معتبرا أن الوقت الذي مر منذ العام 2013 سمح بكشف «مدى تعقيد الإشكالية الأمنية في أفريقيا، أكثر مما أتاح تسوية النزاعات».
- ويرى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي أنه مع الإخفاق في «إسكات البنادق»ن أصبح الأمر يتعلق بأن «نسأل أنفسنا عن الأسباب العميقة للنزاعات وتقديم حلول مبتكرة لها تحد من الحل العسكري عبر إرفاقها بإجراءات في مجالات أخرى، مثل التنمية».
النزاعات في القارة تحد من التنمية
ويؤكد دبلوماسيون أفارقة في إثيوبيا، أن مناقشات القمة الأفريقية سوف تتركز على النزاعات التي تشهدها أفريقيا، وعلى رأسها أزمات «ليبيا وجنوب السودان»، والقضايا الإشكالية العديدة من الإرهاب إلى الاحتجاجات التي تلي الانتخابات..وبينما يرى مسؤولون في مفوضية الاتحاد الأفريقي، أن النزاعات كثيرة في القارة، وقد تحقق بعض التقدم في دول مثل أفريقيا الوسطى، والسودان، لكن ظهرت أزمات أخرى من الكاميرون إلى موزمبيق، وهذه النزاعات ما زالت تحد من تنمية أفريقيا.
أسباب فشل الاتحاد الأفريقي في تسوية النزاعات
تداعيات الفشل في «إسكات البنادق»، تفرض نفسها على مناقشات ومداولات القمة الأفريقية الـ 33 ..ويرى وزير خارجية جنوب أفريقيا، ناليدا باندور، أن «الاتحاد الأفريقي يجب أن يكون أكثر حيوية في تصديه للنزاعات بدلا من ترك هذه المهمة لأطراف خارجية، ويجب أن نتحرك بسرعة أكبر».
- وبات واضحا أن الاتحاد الأفريقي يواجه صعوبة في ان يصبح جهة فاعلة لها وزنها في تسوية النزاعات وإسكات البنادق بسبب: الخلافات الداخلية.. والتمويل غير الكافي لمهمات حفظ السلام.. الأمر الذي يطرح نفسه بصفة عاجلة أمام القادة الأفارقة.
غضب الاتحاد الأفريقي من استبعاده عن الملف الليبي
و«تسوية النزاعات وإسكات البنادق»، وعدم ترك المهمة لأطراف خارجية، دفع بالملف الليبي إلى صدارة القضايا المطروحة أمام القمة الأفريقية، وهو الملف الأفريقي الذي تتولى إدارته الأمم المتحدة وقد اشتكى الاتحاد الأفريقي مؤخرا من تجاهله بشكل منهجي، على حد قول ناطقة باسم «فكي»..ولذلك تفهم أخيرا، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الموجود في أديس أبابا، «إحباط» الاتحاد الأفريقي الذي «استُبعد» حتى الآن عن الملف الليبي، مؤكدا تأييده لمنح المنظمة الإفريقية دورا أكبر.
- وذكر المركز الفكري «مجموعة الأزمات الدولية» أنه على الاتحاد الأفريقي أن يدرج في أولوياته وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع الأمم المتحدة لتمويل 75 بالمئة من مهمات لحفظ السلام التي يوافق عليها مجلس الأمن الدولي.
جدول أعمال القمة الأفريقية، يركز أيضا على قضايا التنمية والتعليم والصحة والإسكان والتجارة والاستثمار، والبناء على المجهودات التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي، وتهيئة الظروف للتنمية، بالإضافة إلى قضايا الإرهاب وتطوير البنية التحتية في إفريقيا..ومن المقرر أن يُسلم السيسي، خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية، رئاسة الاتحاد للرئيس سيريل رامابوزا، رئيس دولة جنوب أفريقيا.