68 عاما .. ولم تتراجع الآمال حول عودة آلاف المشردين من الشعب الفلسطيني إلى قراهم التي احتلت عام 1948، ولم تتراجع أيضا التوسعات الاستعمارية الاستيطانية للاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية.
اليوم الذي أرخ بـ 15 مايو عام 1948، وصفه الفلسطينيون بالنكبة فيما اعتبره الإسرائيليون «حرب الاستقلال»، وهو المصطلح الذي يرمز إلى التهجير القسري الجماعي لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين، وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية، كما يشير إلى نجاح الحركة الصهيونية، بدعم من بريطانيا، في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل المحتلة، بعد تدمير عدد من المدن وما يزيد عن 400 ألف قرية معظمها كانت في القدس وحيفا.
ولم يكن التاريخ المذكور هو بداية النكبة، إلا أنها بدأت بالفعل قبل ذلك باستيلاء العصابات الصهيونية، على أراض فلسطينية في حيث استمر مشروع الاحتلال الإسرائيلي إلى ما بعد 15 مايو وحتى الآن من خلال بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
حرب 1948
بعد إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها ومغادرتها الأراضي الفلسطينية، أصدرت الأمم المتحدة قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنت هجوما عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 استمر حتى مارس 1949، حيث هاجمت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق والأردن والسعودية ولبنان إلى فلسطين المستعمرات الصهيونية المقامة في فلسطين.
وبعد معارك طويلة، انتهى القتال في 7 يناير 1949 بعد استيلاء جيش الاحتلال على معظم منطقة النقب وتطويق القوات المصرية التي كانت مرابطة حول الفالوجة في النقب الشمالي. وبعد نهاية القتال بدأت مفاوضات في جزيرة رودس اليونانية بتوسيط الأمم المتحدة بين إسرائيل من جانب وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر. تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع بين 24 فبراير و20 يوليو 1949، وفيها تم تحديد الخط الأخضر. في 7 مارس 1949 وصى مجلس الأمن بقبول إسرائيل عضوا كاملا في الأمم المتحدة وفي 11 مايو 1949 أقرت الجمعية العامة هذه التوصية.
أزمة لاجئين
كانت نتائج الحرب كارثية فقد تعرضت 531 قرية ومدينة فلسطينية للتطهير العرقي ودمرت بالكامل خلال نكبة فلسطين، وجرت أكثر من 50 مذبحة موثقة بحق الفلسطينيين الذين استشهد منهم 15 ألفا، وهجر منهم 780 ألفا آخرين، فيما بقي 150 ألفا في المناطق التي قامت عليها دولة الاحتلال.
ويحيي الفلسطينيون اليوم ذكرى النكبة الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، بالإضافة الى اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في شتات الأرض منذ عام 1948، فضلا عن نشاطات لعرب الداخل التي بدأت في يوم احتفالات إسرائيل باستقلالها وفق التقويم العبري.
حل الدولتين
وبعد 68 عاما من الاحتلال الإسرائيلي تجري المساعي العربية والدولية للتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية على أساس حدود ما قبل عام 1967 وهو العام الذي شنت فيه إسرائيل حربا احتلت خلالها كل من الضفة الغربية وغزة والجولان السورية وسيناء المصرية.
وتعد آخر المساعي الدولية هو مؤتمر دولي مرتقب تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس للدول الكبرى دون حضور الأطراف المعنية الفلسطينية والإسرائيلية للاتفاق على الخطوط العريضة لعقد مؤتمر آخر بين يونيو ويوليو القادمين بحضور الطرفين أيضا، فيما هددت فرنسا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا لم ترضخ إسرائيل للقرارات الدولية.