“الهبة الشعبية”.. تضحيات فلسطينية في انتظار جني الثمار

بعد مرور أكثر من شهر على بدء الهبة الشعبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ينتظر الفلسطينيون بحالة من اليأس النتيجة النهائية التي ستثمر عنها تضحياتهم خلال الأسابيع القليلة الماضية، آملين أن لا تذهب تضحياتهم هباء، كما جرت العادة، بسبب حالة التشتت الفلسطيني وضعف الجبهة الداخلية بسبب الانقسام، وتنصل إسرائيل من التزاماتها.

تظهر وجهات النظر التي يتبناها سياسيون فلسطينيون، المخاوف الفلسطينية من انصياع الساسة للضغوط الأمريكية بوقف الهبة الشعبية دون تحقيق أي من المطالب، التي استشهد من أجلها العشرات خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وعلى الأمد القصير، ربما تزداد الأمور سوءا، حسبما قال محللون، ففي حين تتواصل الهبة الشعبية التي امتدت لتشمل كافة مناطق الوجود الفلسطيني، تتخذ الحكومة الإسرائيلية إجراءات عنصرية بحق المواطنين الفلسطينيين والمدينة المقدسة.

441

وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي الفلسطيني ناجي شراب، لـ”الغد العربي”، “في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل بمواجهة الهبة الشعبية في مدينة القدس المحتلة، كانت الفصائل الفلسطينية منهمكة في البحث عن مسمى يليق بالحدث، فتارة كانوا يطلقون على ما يحدث هبة شعبية، وتارة أخرى يصفونها بالانتفاضة الثالثة، فيما لم نر أي إجراءات جدية لتوحيد الصف الداخلي لمواجهة الهجمة الإسرائيلية، وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع تليق بتضحيات الشعب الفلسطيني”.

وبدأ العنف في مدينة القدس المحتلة نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، متأججا بمخاوف الفلسطينيين من المحاولات الإسرائيلية للسيطرة على المدينة المقدسة، وسرعان ما امتدت المواجهات لتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، واستشهد أكثر من 75 فلسطينيا حتى الآن، في حين قتل نحو 9 إسرائيليين خلال عمليات طعن نفذها شبان فلسطينيون.

وفي زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للأردن، التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وطالبه بوقف “الاحتجاجات والتحريض بشكل عاجل”، في إطار بحث التهدئة داخل الأراضي المحتلة دون أفق سياسي محدد.

وعن رفض السلطة الفلسطينية لفكرة الانتفاضة والتصعيد مع إسرائيل، قال شراب، “السلطة الفلسطينية متمسكة باتفاق أوسلو، وما اشتمل عليه من بنود، وهذا الرد الطبيعي والمنطقي للسلطة التي تبحث عن مخرج دبلوماسي للأزمة، رغم القناعة الراسخة بأن إسرائيل لا تسعى إلى حل ينهي الصراع، وتتنكر لكافة الالتزامات المترتبة على أي اتفاق”.

وثمة أمر آخر يتعلق بترحيب حركة حماس الشديد بعمليات الطعن ودعواتها المتكررة لنقل الانتفاضة إلى الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حيث يرى مسؤول في السلطة الفلسطينية، أن “حركة حماس تحاول إضعاف السلطة الفلسطينية بكافة الطرق، ودعواتها التي لم تنقطع يوما لنقل الانتفاضة إلى الضفة الغربية ليست نابعة من حرص على المصلحة الفلسطينية، بل إن الأمر لا يتعدى محاولة لخلط الأوراق ومحاولة إضعاف السلطة ليس إلا”.

وقال المسؤول، الذي طالب بعدم ذكر اسمه، “قيادات الفصائل الفلسطينية كالذي يخرج صباحا سعيا للرزق ويعود مساء صفر اليدين، لا نرى سوى المراهقة السياسية المخجلة والتصريحات العبثية التي لا تستند إلى أي خطط مسبقة أو تنسيق مشترك”.

وأضاف المسؤول، “أنا أرى أن القوة التي اندلعت بها الهبة الشعبية بدأت تخمد شيئا فشيئا، وأعتقد أنها ستنتهي قريبا، ولن نجني مما حدث سوى مزيد من القرارات الإسرائيلية المجحفة بحق شعبنا الفلسطيني، إضافة إلى توسيع رقعة الاستيطان في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين، والبدء بالمشروع الإسرائيلي لتركيب كاميرات المراقبة داخل المدينة المقدسة، إلى جانب القرارات التي اتخذتها حكومة الاحتلال بشأن عقوبة راشقي الحجارة، في الوقت الذي تنشغل فيه الفصائل الفلسطينية بتوزيع الاتهامات والتهرب من المسؤوليات والتهديدات فارغة المضمون”.

وأشار إلى أن “الفلسطينيين يريدون حلولا سريعة وجذرية لمشاكلهم التي باتت تزداد يوما بعد يوم، المقدسيون يتطلعون إلى الدعم والتمكين في منازلهم لا إلى تصريحات التضامن الجوفاء والتظاهرات التي تدعو لها الفصائل، فالأمر قد تعدى مرحلة الحديث وبدأت حكومة الاحتلال بتنفيذ هجمة مسعورة ضد المدينة المقدسة”.

وكعادتها دائما تحاول إسرائيل استثمار كل حدث وتحويله لصالحها، استغلت حكومة نتنياهو الهبة الشعبية الفلسطينية لإصدار مزيد من قرارات التوسع الاستيطاني وتأمين الحماية للمستوطنين.

وكتب المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل، في صحيفة “هآرتس” العبرية، أن “تحول الهبة الشعبية من مدينة القدس إلى الضفة الغربية وقطاع غزة أفقدها الزخم، الذي حصلت عليه في الأسابيع الأولى لها، وهي في طريقها الآن للنهاية، كما هي المرات السابقة”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]