دفعت المواجهات بين القوات العراقية وتنظيم داعش الإرهابي، عشرات الآلاف من المدنيين في الفلوجة إلى النزوح فراراً من ويلات الحرب.
وقدرت منظمة الهجرة الدولية، اليوم السبت، عدد النازحين حتى الآن بنحو 86 ألف مدني.
وذكرت المنظمة، في بيان، أن آلاف الأسر العراقية نزحت من مناطقها بسبب العمليات العسكرية الخاصة بتحرير الفلوجة، عن طريق جسرين رئيسيين تم فتحهما الخميس بعد حصار دام عدة أشهر وعجزهم عن مغادرة المدينة.
وقدرت لجنة الطوارئ التابعة للمنظمة عدد النازحين من محيط الفلوجة بـ86.286 نازحا «11.381 أسرة»، حتى يوم الخميس الماضي.
وأوضحت المنظمة، أن أكثر من 35 ألف شخص فروا من الفلوجة الأسبوع الماضي، وانضموا إلى النازحين الذين فروا من المدينة منذ بدء العمليات العسكرية بالفلوجة فجر 23 مايو/أيار الماضي، مشيرة إلى أن أكثر من 56 ألف شخص نزحوا إلى عامرية الفلوجة، إذ تجاوزت أعداد النازحين قدرات الاستيعاب المتاحة التي تشمل الاحتياجات الطارئة في مخيمات النازحين.
وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق توماس لوثر فايس، إن النزوح مستمر من الفلوجة، ما يؤثر على عشرات الآلاف من العراقيين والإمدادات والأموال المتوفرة لدينا لتوفير مستوى من الرعاية اللازمة لأعداد هائلة من النازحين، مؤكدا أن المنظمة ستواصل التعاون مع فريق الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني والسلطات الحكومية والجهات المانحة باستخدام جميع الموارد المتاحة استجابة لهذا الوضع.
وحذرت منظمة نرويجية غير حكومية الخميس، من أن المدنيين العالقين في الفلوجة يواجهون كارثة إنسانية.
وقال الأمين العام لمنظمة المجلس النرويجي الأعلى للاجئين يان إيجلاند، إن آلاف الأشخاص الذين فروا من القتال بين الجانبين بعد أشهر من الحصار وشبه مجاعة، يحتاجون إلى مساعدة وعناية، لكن مخزوننا سينفد قريبا، مشددا على أن منظمات العمل الإنساني تحتاج إلى تمويل فوري لتجنب كارثة يمكن تفاديها أمام أعيننا.
وفي نفس السياق، حذرت الأمم المتحدة أمس من تفشي الأمراض وانتشار شلل الأطفال بين النازحين في الفلوجة.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط علاء العلوان، أمس الجمعة، إن عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل الفلوجة معرضون لخطر تفشي الأمراض، في وقت لا يملك فيه المحاصرون داخل المدينة سوى القليل من الماء والطعام.
وقال العلوان، في بيان، ازدادت مخاطر تفشي الأمراض جراء ضعف مستوى المناعة يرافقها تردي مستوى النظافة، إضافة إلى ذلك يقدر أن المئات من الحوامل المحاصرات في أمس الحاجة إلى خدمات الصحة الإنجابية.
وأضاف العلوان، الذي زار مخيمات النازحين في بلدة عامرية الفلوجة جنوب شرق الفلوجة، أن الأطفال داخل المدينة لم يتلقوا أية تطعيمات طبية منذ سيطرة تنظيم «داعش» عام 2014.
وكانت القوات العراقية قد تمكنت، أمس الجمعة، من إعادة السيطرة على مدينة الفلوجة التي كانت في قبضة تنظيم داعش، وقال رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن «مدينة الفلوجة عادت إلى حضن الوطن، وقواتنا البطلة تحكم سيطرتها على قلب المدينة».