الهدم.. سياسة إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين لصالح الاستيطان
هدم البيوت كعقاب جماعي هو إحدى الوسائل الأكثر تطرقا، التي تستخدمها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما في ذلك مدينة القدس منذ بداية الاحتلال وحتى الآن، بهدف تهجير الفلسطينيين لصالح التوسع الاستيطاني.
وفي إطار هذه السياسة، هدمت إسرائيل مئات المنازل وأبقت بذلك آلاف الأشخاص بلا مأوى، وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تصعيد انتهاكاتها بحق الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم.
هدم بحجة عدم الترخيص
وهدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بناية قيد الإنشاء في مخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة، مكونة من طابقين في حي الأوقاف، تعود للفلسطيني محمد صبحي حمود، وباشروا بهدمها، قبل ان تنسحب من جهة بوابة ضاحية السلام قرب المخيم.
وفي المنطقة المصنفة (ج)، هدمت قوات الاحتلال منزلا مكونا من غرفتين سكنيتين يعود للفلسطيني بلال العجلوني، بحجة البناء بدون ترخيص في المنطقة المصنفة (ج) في منطقة واد الأعور جنوب الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
كما وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزل الفلسطيني أحمد محمود جبارين بحجة عدم الترخيص والذي تبلغ مساحته 130 مترا مربعا، الواقع في قرية الطيبة بمحاذاة جدار الفصل العنصري غرب جنين.
وأخطرت سلطات الاحتلال بوقف البناء في ثلاثة منازل مأهولة تقع في منطقة “أبو سود” ببلدة الخضر جنوب محافظة بيت لحم، بحجة عدم الترخيص، تعود للفلسطينيين يوسف عبد موسى وعلي سليم موسى ونجله أحمد، وكل واحد منها يتكون من طابق واحد .
التوسع الاستيطاني
وأكد منسق اللجان الشعبية والوطنية، راتب الجبور، أن سياسية هدم منازل الفلسطينيين سياسة متبعة منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي بهدف تهجيرهم من أراضيهم ومنازلهم لصالح التوسع الاستيطاني.
وأوضح الجبور، خلال حديثه لقناة “الغد”، أن سياسة الهدم الإسرائيلية تشكل عقابا جماعيا مرفوضا، وهو انتهاك لمبادئ القانون الدولي التي تلزم إسرائيل بوقف هذه السياسة، خاصة أن حكومة الاحتلال تنفذ عمليات الهدم تحت حجج واهية أو الزعم أن تلك المنازل غير مرخصة، وهذا يؤدي إلى تشريد وتهجير للأسر الفلسطينية.
59 مبنى هدمت بمناطق “ج”
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، اليوم الثلاثاء، أن ثلاثة حوادث وقعت في المنطقة (ج)، هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية ثمانية مبانٍ يملكها فلسطينيون، بحجة الافتقار إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، ما أدى إلى تهجير 12 شخصًا.
وكانت خمسة من هذه المباني تقع في تجمعين بمنطقة مسافر يطا في الخليل، وهي منطقة مصنفة باعتبارها “منطقة إطلاق نار” لأغراض التدريب العسكري الإسرائيلي، وهُدمت المباني الثلاثة الأخرى في تجمع الفارسية-خلة خضر في غور الأردن على أساس أمر عسكري يجيز هدم المباني في غضون 96 ساعة من صدور “أمر إزالة”.
وقال مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، إنه وفق تقارير الأمم المتحدة هدمت سلطات الاحتلال 59 مبنى فلسطينيا في مناطق “ج” بالضفة الغربية، وشردت العشرات من الفلسطينيين، ونفذت عمليات الهدم بدعوى عدم وجود رخض بناء، وهو أمر مستحيل الحصول عليه.
وتطرق إلى مدرسة “رأس التين” المهددة بالهدم من قبل سلطات الاحتلال، وقال إن الهدم في حال نفذ فإنه سيؤثر على تعليم 50 طفلا على الأقل.
وحث إسرائيل “على وقف هدم الممتلكات الفلسطينية بما فيها في القدس الشرقية، والسماح للفلسطينيين بتوسيع مجمعاتهم، لكن اسرائيل لا تستجيب للطلبات الفلسطينية بتوسيع المناطق الخاصة بالبناء الفلسطيني”.
