الهلباوي لـ«الغد»: الإخوان في مصر مازالوا يعيشون «الوهم الكبير»
قال كمال الهلباوي القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن «الجماعة في مصر مازالت تعيش الوهم الكبير، خاصة فيما يتعلق باسم الثورة والموجة الثورية المتوقعة يوم 14 أغسطس».
وعلق الهلباوي لـ«الغد» على أحد بيانات مكاتب الجماعة في الإسكندرية يشتكون فيه وقف تمويلهم من قبل الجناح الآخر للجماعة وتأثير ذلك على المعونات التي تقدم لأسر المسجونين، والتحضير لمظاهرات في ذكري فض ميدان رابعة يوم 14 أغسطس، قائلًا إن هذا البيان يؤكد إجراء انتخابات قاعدية لاختيار مكتب إدارى الاسكندرية وتشكيل لجنة من مجلس الشورى المنتخب. ويتخيل البيان أن هذا المكتب يستطيع رفع الواقع، ولحمة الصف، وجمع الشمل، ووضع رؤية منهجية للعمل الثورى بالاسكندرية، وترتيب الاولويات، وتعظيم الفرص، والقفز فوق الخلافات التى تمر بها الجماعة، وتهيئة الاجواء، وتعديل الهياكل، وصنع مناخ جديد للعمل الثورى، والتجهيز للموجة الثورية القادمة ( 14 اغسطس 2016).
وواصل الهلباوي هذا التصور لو كان الاخوان يستطيعون تنفيذ 20% منه بشكل صحيح، لما كان حالهم فى مصر بهذا السوء الذى نراه، ولعل الاخوان قد نسوا محاولاتهم السابقة لإثارة الشعب دون جدوى إذ أن الشعب قد إنصرف عنهم، كما انصرفوا هم عن المنهج الوسطى.
وأضاف «أقول من الصعب جدا، بل من المستحيل أن يجري الإخوان في أي مكان في العالم انتخابات بعيدة عن أعين الأمن في هذه الظروف، أو أن تكون تلك الانتخابات قاعدية وصحيحة، أو ذات نتيجة صحيحة، أو أن يتم المشاركة فيها بالنسب التي جاءت بالبيان. ولا تزال الخلافات قائمة والصراع واضحا، بشأن المال وإنفاقه لكسب الولاءات ولي الأعناق وإهدار القاعدة الإخوانية كما جاء فى البيان، وهذا العمل مخالف للشرع كما جاء فى البيان كذلك، وفضلا عن ذلك فإنه من الممارسات التي كنا نصف بها الفلول».
واختتم الهلباوي حديثه قائلا «من أخطر ما جاء في البيان أنهم يرون أنه لا بديل عن الثورة الكاملة بكل ما تعني وتحتمل من أدوات واستراتيجيات ووسائل ومنهجية، وأقول كيف يستقيم هذا الكلام مع سلمية الإخوان ومنهج دعوة الإخوان أيام الإمام البنا، بل وكيف يستقيم مع العمل السياسي أو الدعوى»؟
كان مكتب جماعة الإخوان في محافظة الإسكندرية التابع لـ«جناح محمد منتصر»، قد أصدر بيانًا قال فيه إن جناح الجماعة الآخر «جناح محمود عزت»، منع عنهم التمويل والمعونات الشهرية التي تحصل عليها أسر المسجونين، ويتهمهم باستخدام هذه الأموال للتحكم في القواعد الإخوانية في الإسكندرية.
وتشهد الجماعة انقساما منذ نهاية العام الماضي، بين جبهة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، وجبهة أخرى يقودها القيادي جمال حشمت، بسبب المراجعة حول فصل العمل الدعوي عن السياسي، أدت إلى إجراء بعض المكاتب الإدارية للجماعة انتخابات لاختيار مجالس جديدة لإدارتها، خاصة وأن انتخابات الجماعة لاختيار مرشد ومجالس جديدة كان مقررًا إجراؤها في عام 2014.
يذكر أن الحكومة المصرية صنفت الإخوان كجماعة إرهابية في نهاية عام 2013، بحكم قضائي، كما حظرت جميع أنشطتها بما ذلك التظاهر، وصادرت جميع مقراتها وأموالها، وتعاقب بالسجن من يثبت انتمائه إليها، بتهم الانتماء إلى جماعة محظورة أسست على خلاف القانون.
