الهند تتحسب لأزمة طاقة مع انخفاض مخزونات الفحم
تلوح أزمة طاقة في الأفق في الهند مع انخفاض إمدادات الفحم بشكل خطير، مما يزيد من تحديات التعافي في ثالث أكبر اقتصاد في آسيا بعد أن دمرته الجائحة.
وتضاءلت الإمدادات عبر غالبية محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الهند إلى ما يعادل أيام فقط من المخزون.
وقال وزير الطاقة الفيدرالي آر كيه سينغ لصحيفة إنديان إكسبرس هذا الأسبوع إنه يستعد “لخمسة إلى ستة أشهر صعبة”.
قال سينغ “لا أستطيع أن أقول إنني آمن … مع أقل من ثلاثة أيام من المخزون، لا يمكنك أن تكون آمنًا”.
وأثار النقص مخاوف من انقطاع التيار الكهربائي المحتمل في أجزاء من الهند، حيث يتم توليد 70% من الطاقة من الفحم. ويقول الخبراء إن الأزمة قد تعيق الجهود المتجددة لتكثيف التصنيع.
لقد خف انقطاع التيار الكهربائي ونقص الكهرباء على مر السنين في المدن الكبرى، ولكنه شائع إلى حد ما في بعض البلدات الأصغر.
من بين 135 محطة تعمل بالفحم في الهند، تواجه 108 محطات مخزونات منخفضة للغاية، حيث انخفض 28 منها إلى ما يكفي ليوم واحد فقط، وفقًا لبيانات وزارة الطاقة الصادرة يوم الأربعاء، وهي الأحدث التي تعد متاحة.
وقالت الوزارة في بيان إن إمدادات الفحم في محطات الطاقة تراجعت في المتوسط إلى ما يعادل 4 أيام من المخزون حتى نهاية الأسبوع. هذا انخفاض حاد عن 13 يومًا في آب.
وقالت وزارة الكهرباء إن استهلاك الطاقة في أغسطس قفز بنحو 20% مقارنة بالشهر نفسه في 2019 قبل تفشي جائحة كورونا.
وقال فيبهوتي غارغ، وهو خبير اقتصادي في الطاقة في معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي: “لم أحد يتوقع أن ينتعش النمو الاقتصادي بهذه الطريقة وأن يرتفع الطلب على الطاقة بهذه السرعة”.
وقال غارغ إن نقص الإمدادات تفاقم بسبب فيضانات المناجم وغيرها من الاضطرابات الناجمة عن هطول أمطار غزيرة غير معتادة.
وتعتمد الهند في الغالب على الفحم المستخرج محليًا. قال الخبراء إنه مع ارتفاع أسعار الفحم العالمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، فإن زيادة الواردات ليست خيارًا.
وطلبت الحكومة من شركة فحم الهند المحدودة التي تديرها الدولة زيادة الإنتاج.
وارتفعت أسعار الفحم في إندونيسيا، أحد موردي الهند، إلى ما يقرب من 162 دولارًا للطن هذا الشهر من 86.68 دولارًا في أبريل، مدعومة بارتفاع الطلب في الصين، حيث أجبر انقطاع التيار الكهربائي الأخير المصانع على الإغلاق وترك بعض الأسر في الظلام.
وقال سواتي دسوزا، رئيس الأبحاث في المؤسسة الوطنية للهند: “مع الأسعار الحالية، من الصعب على الهند الاعتماد على مصادر خارجية للفحم، حيث إنه يزيد ضعفين أو ثلاثة أضعاف ما ندفعه محليًا في الوقت الحالي”.
ومع انحسار الأمطار الموسمية، ارتفعت شحنات الفحم ومن المرجح أن ترتفع أكثر، وفقًا لوزارة الكهرباء. وقالت الوزارة إن فريقا رسميا يراقب الوضع ويتابع الأمر مع شركة فحم الهند المحدودة والسكك الحديدية لتحسين الإمدادات.
لكن الأزمة سلطت الضوء على حاجة الهند إلى تطوير المزيد من موارد الطاقة المتجددة بالنظر إلى أن الطلب من المرجح أن يستمر في الزيادة.
وقال سونيل داهيا، المحلل في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، إنه ينبغي أن يكون بمثابة “نقطة تحول بالنسبة للهند”، حيث توجد إمكانات وافرة للطاقة المتجددة للمساعدة في تعويض مثل هذه الاضطرابات.
ولا ينبغي استخدام الوضع للضغط من أجل المزيد من الفحم – ليست هذه هي الأزمة. وقال إن الحل هو المضي قدمًا هو الابتعاد عن الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى.
