الهند تعاود فرض قيود على التنقل في أجزاء من أكبر مدن كشمير بعد اشتباكات
ذكر مسؤولان كبيران وشهود عيان أن السلطات الهندية عاودت فرض قيود على التنقل في مناطق رئيسية من سريناجار، كبرى مدن كشمير، اليوم الأحد بعد اشتباكات عنيفة الليلة الماضية بين السكان والشرطة أصيب خلالها العشرات.
ووقعت في الساعات الأربع والعشرين الماضية سلسلة من الاحتجاجات المناهضة للقرار الذي اتخذته نيودلهي في الخامس من أغسطس آب بإلغاء الحكم الذاتي الذي كانت تتمتع به المنطقة. وجاء هذا بعد تخفيف القيود على الحركة صباح أمس السبت.
وقالت حكومة ولاية جامو وكشمير إنها لم تفرض حظر تجول في الأسبوعين الماضيين، لكن أشخاصا قالوا اليوم الأحد إن السلطات لم تسمح بمرورهم عبر حواجز أقيمت بالمدينة في الساعات القليلة الماضية. وأبلغت قوات الأمن عند بعض الحواجز السكان بأن هناك حظرا للتجول.
وأبلغ مسؤولان حكوميان كبيران رويترز بأن ما لا يقل عن 24 شخصا نقلوا إلى مستشفيات نتيجة الإصابة بطلقات رش بعد اشتباكات عنيفة في البلدة القديمة الليلة الماضية.
ولم يرد مسؤولون من حكومة جامو وكشمير في سريناجار والحكومة الاتحادية في نيودلهي بعد على اتصالات بشأن أحدث حملة أمنية أو لمعرفة عدد الإصابات أو تقييم الوضع بعد الاشتباكات.
وقال أحد المصادر المسؤولة إن أشخاصا قذفوا قوات الأمن بالحجارة في نحو 24 موقعا في سريناجار. وأضاف أن الاحتجاجات زادت في الأيام القليلة الماضية.
قنابل الفلفل
قال شهود عيان ومسؤولون إن معظم الاشتباكات العنيفة التي دارت الليلة الماضية كانت في مناطق رايناواري ونوهيتا وجوجوارا بالبلدة القديمة حيث أطلقت القوات الهندية الغاز المسيل للدموع وقنابل الفلفل وطلقات الرش لتفريق المحتجين.
وتتسبب قنابل الفلفل الحار في تهيج شديد للعين والجلد ورائحة لاذعة عند إطلاقها.
وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأنهم غير مخولين بالحديث إلى الإعلام إن الاشتباكات وقعت أيضا في أجزاء أخرى من المدينة بينها منطقة صورا التي كانت بؤرة للاحتجاجات خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال مسؤول حكومي كبير وسلطات المستشفى الرئيسي في سريناجار إن 17 شخصا على الأقل نُقلوا إليه لإصابتهم بطلقات رش. وأضافت المصادر أن 12 شخصا خرجوا من المستشفى فيما ظل الخمسة الآخرون لخطورة إصاباتهم.
وأبلغ مسؤولون طبيون وشرطي رويترز بأن رجلا يبلغ من العمر 65 عاما نُقل إلى المستشفى بعدما واجه صعوبة شديدة في التنفس عند إطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الفلفل في البلدة القديمة أمس السبت. وأضافوا أنه فارق الحياة في المستشفى الليلة الماضية.
إغلاق الطرق
وقال جاويد أحمد (35 عاما) من منطقة راجباغ الغنية في سريناجار إن قوات الأمن منعته من الذهاب إلى البلدة القديمة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد عند حاجز للطرق قرب وسط المدينة. وأضاف “كان من الضروري أن أزور والديّ هناك. أغلقت القوات الطريق بالأسلاك الشائكة. طلبت مني العودة لأن هناك حظرا للتجول في المنطقة”.
وعادت خطوط الهواتف الأرضية للعمل في أجزاء من المدينة أمس السبت بعد انقطاعها لمدة 12 يوما وقالت حكومة الولاية إن معظم الاتصالات الهاتفية في المنطقة ستعود بحلول مساء اليوم الأحد. ولا يزال هناك انقطاع للإنترنت والهواتف المحمولة في كشمير.
ولا يزال ما يربو على 500 الزعماء السياسيين وقادة المنطقة رهن الاحتجاز ونُقل بعضهم جوا إلى سجون خارج الولاية.
وتقول حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن الإجراءات ضرورية لدمج كشمير تماما في الهند وتسريع وتيرة التنمية فيها.