الهند وباكستان.. في قلب المعادلة الأفغانية
منذ القرار الأمريكي بسحب قواتها من أفغانستان، وجدت الهند وباكستان نفسيهما أمام خيارات صعبة في التعامل مع تدهور الوضع الأمني حاليا، والذي ربما يزداد سوءا بعد إتمام الانسحاب الشهر المقبل.
لكن المشكلة الأصعب هي أن الهند وباكستان لا تمثلان نفسيهما فقط في أزمة التصدى لخطر طالبان، بل تمثل كل منهما حليفا استراتيجيا أيضا، فباكستان تتحالف مع الصين، والهند تتحالف مع الولايات المتحدة ولعل هذا يفسر دخول الهند على الخط، رغم عدم تشاركها مع افغانستان في الحدود.
مصلحة الهند
بداية، قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الهندية، السفير أنيل تريجونايت، ِإن الهند دعمت عملية السلام في أفغانستان، ودعمت فكرة السلام بين أفغانستان وحركة طالبات.
وأضاف تريجونايت، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أن أفغانستان كانت صديق مقرب للهند، وكانت الهند تقدم لها الكثير من المساعدات ولذلك فإن استقرار أفغانستان مصلحة للهند.
وأوضح تريجونايت أنه إذا استطاعت حركة طالبان السيطرة على المناطق فإن ذلك سيكون له عواقب وخيمة وسوف تضطر الهند للخروج من هذا السيناريو، وفي ذات الوقت لا بد لأن يكون هناك وقفا لإطلاق النار، وعلى المجتمع الدولي تقديم المساعدة لمساعي السلام.
حق الرد
من جانبه، قال الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، سكوت أولينجر، إن القوات الأمريكية لن تعود إلى أفغانستان، موضحا أن واشنطن تحتفظ بحق الرد.
وأضاف أولينجر، أن الولايات المتحدة الأمريكية تراقب عن كثب كل الاتفاقيات التي دخلت فيها، ولن تتنازل عن إرسال الاستخبارات والقيام بهجمات جوية إذا تمت مهاجمة الجنود الأمريكيين هناك.
وأوضح أولينجر، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستدعم ملايين اللاجئين الذي هربوا من أفغانستان إلى إيران وباكستان ولكن بدون تدخل.
خطة باكستان
واستبعد رئيس معهد الباب للدراسات الاستراتيجية، الدكتور جاسم تقي، أن تمارس باكستان أي ضغوط على حركة طالبان.
كما أوضح تقي أن العسكريون مرتاحون لتوجه طالبان للسيطرة على مقاليد الحكم في أفغانستان.
وأوضح تقي أن باكستان ذكرت الحكومة الأفغانية بأنها مستعدة للتعاون لإرساء الاستقرار والسلام في المنطقة.
وحذر الاتحاد الأوروبي، الخميس، حركة طالبان بأنها ستواجه عزلة دولية إذا استولت على السلطة من خلال العنف، وذلك في الوقت الذي يوسع المتمردون سيطرتهم في أفغانستان.
وقال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في بيان، “إذا تم الاستيلاء على السلطة بالقوة، وإعادة تأسيس إمارة إسلامية، فإن طالبان ستواجه عدم الاعتراف والعزلة، ونقص الدعم الدولي واحتمال استمرار النزاع وعدم الاستقرار الذي طال أمده في أفغانستان”.
