الوساطة العربية.. هل تنجح في حل الأزمة الليبية؟
لا تزال محاولات حل الأزمة الليبية مستمرة، حيث توسطت العديد من الدول العربية لمحاولة إحداث توافق بين الأطراف الليبية وأخر تلك المحاولات الوساطة المغربية.
وأفادت مراسلة الغد من المغرب بعقد اجتماعات غير رسمية في بوزنيقة قرب الرباط بين ممثلين عن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر ومجموعات مسلحة في غرب ليبيا تمثل قوى عسكرية وسياسية واجتماعية مؤيدة لحكومة عبد الحميد الدبيبة.
وأوضحت وسائل إعلام ليبية، أن الاجتماع يشكّل تكملة لمشاورات غير رسمية نظمها مركز الحوار الإنساني في مونترو قرب جنيف وهدفها البحث عن مخرج من المأزق الحالي وتفادي العودة إلى الاقتتال والانقسام.
توافق في القاهرة
تتوالى ردود الفعل المرحبة بـ«التوافق» بين مجلسي النواب والدولة الليبيين، في ختام ثاني جولات مشاورات المسار الدستوري الليبي بالقاهرة التي تبدو كبصيص أمل لحل الأزمة.
هذا البصيص رأته السفارة الأمريكية في ليبيا، معربة عن “ارتياح” واشنطن إزاء مؤشرات التقدم الذي أحرزته اللجنة المشتركة فيما يتعلق بالمسار الدستوري.
والموقف نفسه عبرت عنه السفارة البريطانية لدى ليبيا، مؤكدة أهمية أن يواصل مجلسا النواب والدولة إظهار التقدم نحو قاعدة انتخابات ناجحة.
لا تقارب
يرى محمد الأسمر، رئيس مركز الأمة الليبي للدراسات، أن ما تم التواصل إليه في اجتماع القاهرة لا يرقى إلى مستوى التقارب، لا التوافق ذلك التعبير الذي اصرت عليه المبعوثة الأممية ولندن وواشنطن عبر سفارتيهما في ليبيا.
وأضاف أن هناك إنجازات كان يجب أن تتحقق وفق جدول الاجتماعات التي عقدت بالجولة الأولى في القاهرة من 13 إلى 18 أبريل الماضي، كانت تستهدف شطرين.
وذكر أن أول الشطرين أنه إذا لم يتم التوافق على النقاط الخلافية في مسودة الدستور وتحديدها بشكل دقيق يتم القفز على ذلك والذهاب لانتهاج قاعدة دستورية تتضمن قوانين الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وهو ما لم يحدث واستأنفت الجولة الثانية منتصف مايو الجاري إلى العشرين منه.
وقال رئيس مركز الأمة الليبي للدراسات، إنه رغم ذلك ما سمي بالتوافق، فإنه يحتاج في مقبل الأيام إلى توافق فعلي في التصويت.
الانتخابات
بالرغم من فشل إجراء الانتخابات الليبية العام الماضي إلا أن المحاولات الغربية والعربية لعقدها مازالت مستمرة، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ليبيا إلى استئناف المسار الانتخابي الذي توقّف في ديسمبر وأصبح “اليوم ضرورة سياسية أكثر من أي وقت مضى”، وذلك في تقرير رفعه مؤخرا إلى مجلس الأمن الدولي.
وجاء في التقرير: “تقع على عاتق المؤسسات والمسؤولين السياسيين الليبيين مسؤولية استئناف المسار الانتخابي بأسرع وقت لما فيه مصلحة أكثر من 2,8 مليون ناخب ليبيين مسجّلين كانوا يتطلّعون إلى الاقتراع في 24 كانون الأول/ديسمبر 2021” في انتخابات رئاسية لم تجرَ.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن الليبيين يتعيّن عليهم الالتزام على نحو لا لبس فيه بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة وعادلة وشاملة وذات مصداقية في أقرب وقت ممكن بناء على إطار دستوري وقانوني متّفق عليه.
مصر وإعادة الإعمار
لم تقتصر المحاولات العربية فقط على حل الأزمة الليبية السياسية لكن هناك تحركات مصرية في ملف إعادة الإعمار، حيث شاركت القاهرة في ملتقى «شركاء العمران من أجل إعادة إعمار ليبيا» الذي يُعد أول معرض مصري لإعادة إعمار ليبيا، في مدينة بنغازي الليبية، والذي يستمر حتى يوم 27 مايو الجاري.
وأكد الفريق عبد المنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع المصرية، على عمق العلاقات المصرية الليبية وأهمية تعزيزها لدعم الأمن القومي للبلدين العربيتين، موضحًا أن الهيئة ستشارك بمختلف شركاتها ومصانعها في مبادرة إعادة إعمار ليبيا تنفيذا لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وإيمانًا من الدولة المصرية بضرورة القيام بواجبها الوطني لدعم الأشقاء في ليبيا.