نفذت إيران السبت حكم الإعدام شنقا في حق المسؤول السابق في وزارة الدفاع علي رضا أكبري، بعد 3 أيام من إدانته بالتجسس لصالح المملكة المتحدة التي يحمل جنسيتها.
ولا تعترف طهران بازدواجية الجنسية لمواطنيها وتعاملهم كإيرانيين حصرا، فيما اعتبرت لندن إعدام أكبري “عملا جبانا نفذه نظام همجي لا يحترم حقوق الإنسان لشعبه”، متوعدة بأنه “لن يمر دون رد”.
من هو أكبري؟
وكان أكبري من الشخصيات المقربة من علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في الوقت الحالي، الذي كان وزيرا للدفاع بين عامي 1997 و2005 وكان أكبري نائبه إبان حقبة الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي.
كواليس إعدام أكبري
وقال عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن إيران لم تسرع عملية إعدام علي رضا اكبري، مؤكدا أن القضية لها 4 سنوات.
وأضاف أبشناس في تصريحات لبرنامج “وراء الحدث” عبر شاشة (الغد) أن أكبري المتهم بالتجسس شخصية عسكرية عالية المستوى، وكان يجب سرعة تنفيذ الحكم.
وأوضح أن إيران ترى إنه تسريب معلومات إلى بريطانيا يضر بمصالحها القومية، لافتا إلى أنه سرب معلومات أدت إلى اغتيال فخري زاده العالم النووي الإيراني.
وأشار أبشناس إلى أن إيران ألقت القض على الكثير من الجواسيس، وأطلقت سراحهم عندما علمت أنهم لم يحصلوا على معلومات ذات قيمة.
اتهامات كيدية
من جانبه، قال سامري خليوي، الكاتب والباحث السياسي، إن الاتهامات التي وجهت إلى علي رضا أكبري اتهامات سياسية، وكيدية، وانتقامية، مؤكدا أن حكم الإعدام ليس الأول من نوعه لكل من يعارض النظام الإيراني.
وأكد خليوي أن وزير الخارجية الأسبق ذكر في كتاب أنه عام 2015 زار إيران، وقال إن الإيرانيين يكيدون الاتهاكات لبريطانيا، ولتاريخ العلاقات بين البلدين.
وأوضح أن كل دول العالم أدانت هذه الجريمة، وانتهاك حقوق الإنسان في إيران.
ولفت إلى أن منظمات حقوق الإنسان وثقت العديد من الانتهاكات ضد أخرين ممن لا يحملون الجنسية البريطانية.
سحب السفير البريطاني
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي اليوم السبت إن بلاده ستسحب سفيرها من إيران مؤقتا في أعقاب إعدام المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري، مضيفا أن لندن تبحث الإجراءات الأخرى التي يمكن أن تتخذها ضد طهران.
وقال لجهات بث “من المهم إدراك أن ردنا لا يقتصر بالضرورة على الإجراءات التي أعلنت عنها اليوم”.
وتابع “سأقرر بشكل واضح بالتشاور مع زملائي في الحكومة ما هي الإجراءات الأخرى التي قد نختار اتخاذها ولكنني لن أتكهن بها اليوم”.
تنديد دولي
ونددت بريطانيا بالإعدام. وقالت إن القضية لها دوافع سياسية. ووصف ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني الإعدام بأنه “فعل وحشي وجبان نفذته سلطة همجية. ونددت فرنسا والولايات المتحدة بإعدام أكبري.
ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم السبت الإعدام بأنه جائر وتم لدوافع سياسية، مضيفة أنها تعمل مع بريطانيا وحلفاء آخرين لمحاسبة إيران على انتهاكات حقوق الإنسان.
