ما زالت العلاقات الروسية الأمريكية محل اهتمام الساسة على مستوى العالم، والتي توقع المراقبون اقتراب حالة الهدوء بين البلدين، خاصة بعد إجراء الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي بوتين، واقتراح عقد قمة مرتقبة بين البلدين.
لكن سرعان ما زاد حدة تصعيد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن أمرا تنفيذيا بفرض عقوبات جديدة على روسيا لردع ما سماه بالأنشطة الخارجية الضارة لروسيا، بما فيها إجراءاتُ الحكومة الروسية وأجهزةِ استخباراتها ضد سيادة الولايات المتحدة ومصالحِها.
إذ فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 32 كيانا وفردا قاموا بتوجيهٍ من موسكو بمحاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة عام 2020.
تشتيت الانتباه
أكد الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ورئيس مركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية توني شيفر، أن إدارة بايدن خلقت دراما حول روسيا لتشتت الانتباه عن أزمة الصين.
وأوضح شيفر، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن القضايا العالقة بين روسيا وأمريكا ليست خطيرة مثلما تصورها إدارة بايدن.
وأكمل أن إدارة بايدن يبالغ في رد فعله تجاه موسكو، مؤكدا أن هناك إجراءات قد تتخذها واشنطن تجاه موسكو أقل حدة دون تصعيد.
خفض التصعيد
أكد الباحث في العلاقات الدولية من موسكو أليكسي خليبنكوف، أن العقوبات الأمريكية الأخيرة على روسيا تمثل خطورة على موسكو.
وأكمل أنه يجب أن لا يتعامل الرئيس الأمريكي بشكل عدائي تجاه موسكو، لكن الأفضل التفاوض بنوايا حسنة.
وأوضح أن القمة الروسية الأمريكية، التي اقترحها بايدن على بوتين قد تساهم في إصلاح العلاقات بين البلدين وحل الملفات العالقة.
وأشار إلى أن هناك احتمالا كبيرا لعقد اجتماع مرتقب بين الرئيسين الأمريكي والروسي، مؤكدا أن البلدين لا يريدان أي تصعيد بينهما.
وأضاف أن الهدف من اتصال بايدن ببوتين هو مطالبته بتخفيض حدة التصعيد والتوقف عن العبارات الاستفزازية المتبادلة بينهما.
مكاسب روسية
أكد الباحث في العلاقات الدولية من القاهرة، إميل أمين، أن المكاسب الروسية في الملفات المتنازع مع واشنطن تضيق باب الحوار مع الولايات المتحدة
وأكمل أمين أن الأجواء الأخيرة المتضطربة بين روسيا والولايات المتحدة تقلل من احتمالية إجراء حوار بين البلدين.
وأشار إلى أن هناك إجراءات انتقامية من واشنطن تجاه موسكو، وذلك بالتزامن مع مكاسب روسيا في الشرق الأوسط وقلب أفريقيا في مقابل تدهور النفوذ الأمريكي في تلك المناطق.
