اليمنيون يبحثون عن “إعادة الأمل”.. والحوثيون يحاصرون “جنيف 2”
يبدو أن تحذير منظمة العفو الدولية، من تدهور الأوضاع داخل اليمن وتحوله إلى مأساة إنسانية لم يُجد شيئا، ولم يحظ باهتمام دولي على هامش المتابعات للمواجهات العسكرية بين قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، وبين قوات وميليشيات الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
التقرير الثالث للمنظمة الدولية، الصادر اليوم الأربعاء، كرر نفس التحذير مستعينا بإحصاءات وصور وشهادات من السكان المحليين من العاصمة اليمنية في الشمال إلى عدن جنوبا، مرورا بالمناطق الجبلية والنائية، مؤكدا أن حوالي 13 مليون شخص في اليمن ليس لديهم إمكانية الوصول إلى مياه الشرب، مما يضطر السكان ومعظمهم من الأطفال إلى السير لمسافات طويلة وحمل الماء على رؤوسهم، ويواجه السكان نقصا في الغذاء والدواء، وبالرغم من توزيع منظمات الإغاثة المستمر للمواد الغذائية على المدنيين، تكثر الشكاوى من قيام مسلحين بعرقلة توزيع المساعدات ومنع تنقل قوافل الإغاثة بحرية، وأن طرفي النزاع انتهكوا القانون الإنساني الدولي، حيث أغلب الضحايا من المدنيين.
المشهد اليمني “المؤلم والحزين” حسب تعبير السياسي والقيادي الناصري في عدن، سلمان أبو عبدالله، أصبح لا يطاق، ولا أحد يعرف متى وكيف تنتهي معاناة الشعب اليمني, موضحا لوكالة الأنباء الألمانية، أن الشعب اليمني وهو خارج دائرة المتصارعين، لا يزال يحلم بوعود “إعادة الأمل” ولكن ما يحدث لايزال تحت مظلة ” عاصفة الحزم” التي لم تحقق أهدافها حتى الآن، والنتائج على الأرض هي تدمير البنية التحتية والمنشآت الحيوية ومصادر الحياة اليومية لليمنيين من مآكل ومشرب وعلاج، فضلا عن الرعب الذي يخيم على السكان من القذائف الطائرة والقصف العشوائي من الجانبين.
ولم يعد أمام اليمنيين إلا رفع الأصوات عبر وقفات احتجاجية تطالب بإنهاء الحرب وعودة الحياة الطبيعية ليتمكن الناس من ممارسة حياتهم ويستطيع آلاف الأطفال من العودة إلى مدارسهم .. واستعرض السياسي اليمني “أبو عبدالله” مشاهد احتجاجية عديدة في محافظات ومدن يمنية، وأبرزها قيام عشرات الشباب بتنظيم نشاط احتجاجي ضد القصف على المدنيين، حيث ألقوا أنفسهم أرضا، لتجسيد صور الضحايا .. مستبعدا حلا قريبا للأزمة الإنسانية في اليمن.
وكشف القيادي الحزبي الناصري، للوكالة الألمانية، عن تعثر محاولات عقد جولة مفاوضات برعاية الأمم المتحدة، بسبب الشروط “المعقدة” التعجيزية التي يعلنها الحوثيون، حيث يماطلون لتأخير محادثات “جنيف 2” على أمل تحقيق انتصارات ميدانية لدعم سقف مطالبهم.
ا
ومن جهة أخرى أعلن الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثس، محمد عبدالسلام، أن جماعته أرسلت ردا رسميا للأمم المتحدة حول أجندة مفاوضات “جنيف 2 ” المرتقبة بين أطراف الصراع في اليمن، ولكنهم ينتظرون ردا من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، حول الشروط التي وضعوها، وفي مقدمتها ألا يكون مسار التفاوض مرهونا برغبة أمريكا والسعودية في التوجه نحو الحل السياسي، وعدم تسليم السلاح أو التنازل عن مواقعهم إلا بعد التوافق على أسس الحل أولا.
