اليمن.. بين «استجداء السلام» و«التلويح بالحرب»

بعد مرور عام على «عاصفة الحزم»، لا يزال اليمن حائرا بين «استجداء السلام» و«التلويح بالحرب»، وفي ظل مناخ تخيم عليه أجواء من الغموض والتصريحات المتناقضة، هل يقترب اليمن من نهاية حالة الحرب؟ هل يمكن أن ينعم اليمنيون بالسلام الداخلي؟ وهل اقتربت قوات الشرعية من تحرير العاصمة صنعاء من أيدي الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أم أن قوات التحالف العربي سوف تقف على حدود تعز وأطراف محافظة عدن، دون حسم المعركة النهائية؟.

 

بين «عاصفة الحزم» و «إعادة الأمل»

ومنذ 26 مارس/ آذار2015، يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية، قصف مواقع تابعة لجماعة الحوثي، وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، ضمن عملية أسماها «عاصفة الحزم» استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكريا لـ«حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية»، وفي 21 أبريل/نيسان 2015 أطلق التحالف عملية «إعادة الأمل»، وقال إن من أهدافها شقا سياسيا يتعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن إلى جانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينهم من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.

 

التصريحات المتضاربة، وفقا لتقرير المركز الدولي للدراسات السياسية بموسكو، بدأت مع الإعلان عن توجه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، للبحث عن خروج آمن من اليمن مقابل وقف القتال، وعن غضب الحوثيين من صالح على هامش الخلافات الحادة بين الجانبين المتحالفين ضد نظام الرئيس هادي، في حين بادر صالح بإعلان إصراره على القتال ضد «نظام غير شرعي» ممثلا في الرئيس هادي، وأن تحالفه مع الحوثيين أقوى من محاولات بث الانشقاق بينهما.

031

خمسة جوانب لمباحثات السلام

ثم  بدأت مؤشرات التوافق على الحل السياسي للأزمة اليمنية، مع إعلان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ، الأسبوع الماضي، أن الأطراف المتصارعة وافقت على وقف القتال بداية من منتصف الليل في العاشر من أبريل/نيسان المقبل، وبدء محادثات سلام في الكويت في إطار دفعة جديدة لإنهاء الأزمة بعد جولتين من المفاوضات الفاشلة في 2015، وأن مباحثات السلام ستركز على خمسة جوانب هي سحب المليشيات والجماعات المسلحة، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، وترتيبات أمنية انتقالية، واستعادة مؤسسات الدولة، واستئناف الحوار السياسي الشامل.

 

اليمن بين «استجداء السلام» و«التلويح بالحرب»

ويرى المحلل السياسي البريطاني، آدمز جيرالد، أن الوضع القائم في اليمن أصبح رهنا لموقفين غير واضحين، وهما استجداء السلام والتلويح بالحرب، وقال في تقرير لصحيفة «دي تسايت» الألمانية، بينما نترقب موعد مفاوضات السلام المرتقبة في الكويت الشهر المقبل، نظم الحوثيون وميليشيات صالح تظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء، أطلقوا فيها شعارات مناهضة للسعودية والولايات المتحدة في تناقض صارخ يكشف ازدواجية الخطاب، وإذا كان صالح أعلن أمس الجمعة، أمام حشود أنصاره في العاصمة صنعاء، أنه يمد يد السلام، للحوار المباشر مع النظام السعودي دون العودة إلى مجلس الأمن الدولي، فإنه في نفس الوقت يطالب مجلس الأمن  بتحمل مسؤوليته، وإيقاف عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ومجددا تمسكه بالتحالف مع جماعة أنصار الله الشيعية، قائلا إنه «لن يسمح بشق الصف مع الحوثيين».                                                                                                

وأضاف آدمز، أن نفس الموقف تقريبا يحمله عبد الملك الحوثي، بأنه يريد النجاح لجهود إنهاء الحرب المستمرة منذ عام، لكن جماعته مستعدة للمواجهة إذا استمر العنف، وحث أنصاره على الاستعداد لمواجهة محتملة إذا استمرت المعارك.

علي-عبدالله-صالح-وعبدالملك-الحوثي

الفاصل بين «نغمة السلام» و«لغة الحرب» 

والفاصل بين الحرب والسلام في اليمن، ترسمه جغرافيا المواجهة على الساحة اليمنية، بحسب تعبير السفير نعمان جلال، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مضيفا في تصريحات لـ«الغد»، حينما تتراجع قوات الحوثيين وعلي عبد الله صالح، تحت قصف وضربات قوات التحالف العربي، ومع تقدم قوات المقاومة الشعبية، ترتفع نغمة السلام وعدم رفض المشاركة في مفاوضات الحل السياسي، ثم مع تواصل الدعم الإيراني للحوثيين وصالح، تحافظ قواتهم على مواقعها، وترتفع أصوات لغة الحرب، بينما يحاول التحالف منع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من السيطرة على اليمن بالكامل.

 

صورة المستقبل القريب غير واضحة

وأضاف السفير نعمان، أن الطريق المفتوحة للسلام في اليمن تبدأ فقط من العاصمة صنعاء، في حال وصول قوات الشرعية اليمنية إليها، ويسبق هذا السيطرة التامة على تعز وعدن، مع مراعاة أن هناك قوى أخرى لها حساباتها، وهي التنظيمات الإرهابية، القاعدة وداعش، ويحاولان زعزعة الاستقرار في عدن التي تعرضت للعديد من العمليات الارهابية كما تعرض عدد من مسؤوليها لمحاولات اغتيال في أكثر من مرة، وهكذا تبقى صورة المستقيل اليمني غير واضحة، بين الحرب والسلام، على الأقل في الأمد القريب.

govmap

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]