وسط ترحيب إقليمي ودولي، أعلن المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نجاح المساعي، التي قادتها الأمم المتحدة، في إقناع كافة الأطراف اليمنية بعقد جولة جديدة من المفاوضات المباشرة في جنيف السويسرية، فيما لم يتم الإعلان حتى الآن عن موعد وإطار محددين لتلك المفاوضات، ما يثير التساؤلات بشأن مصيرها.
وقال فؤاد مسعد، الصحفي اليمني، إن المحادثات لاتزال عند مستوى الإعلانات الأولية من الأمم المتحدة، على أن تنطلق بداية الشهر الجاريـ لافتا إلى أنها ستجرى بين الطرفين الأساسيين، الحكومة الشرعية، وقادة جماعة الحوثي، فضلا عن عنصر خارجي، وهو المبعوث الأممي، الذي يشارك للرعاية والمساندة وتسهيل الوصول إلى حل.
وأضاف مسعد، في تصريح لـ”الغد العربي” اليوم الخميس، أن أهم البنود التي سيتم مناقشتها في تلك المحادثات هو تطبيق قرار مجلس الأمن حول اليمن 2216، حيث تطالب الحكومة الشرعية بتنفيذه كاملا، أما الحوثي فيحاول البحث عن آلية تضمن الحماية من العقوبات التي فرضها القرار على عدد من قياداته.
وبشأن مدى موافقة الحوثي على الانسحاب من كافة المناطق، التي سيطروا عليها، أكد أن القرار يلزمهم بذلكـ إلا أنهم سيحاولون الالتفاف على هذا البند من خلال تقديم مسلحيهم على أنهم جزء من الجيش والأمن الرسميين.
وأوضح أن انطلاق المحادثات لا يعني توقف العمليات العسكرية، التي يقوم بها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، وفقا لما أكده المتحدث باسم عاصفة الحزم العميد أحمد العسيري.
ولفت إلى أن إشراك أطراف مؤثرة في الأزمة اليمنية، مثل السعودية ومصر وإيران، هو أمر ضروري للتوصل إلى حل نهائي للأزمة، إلا أن المطلوب في الوقت الحالي هو ضمان تنفيذ القرار الأممي، مشددا على أن أي تأخير من الحوثيين يعني مواصلة استهداف مواقعهم واستمرار الحرب عليهم.
وعن دور الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في المشاورات المقرر عقدها في جنيف الشهر الجاري، أكد أن صالح والحوثي يتبنون نفس الموقف، كما أن ثورة 2011 قضت على السلطة الرسمية لصالح، وجاءت عاصفة الحزم لتنهيها تماما.
من جانبه، قال القيادي بتكتل إنقاذ اليمن بليغ المخلافي، إن الحوثيين سيبحثون من خلال المحادثات المقررة عن حل سياسي يضمن لهم بقاء جزء من المكاسب، التي حققوها، ويضمن عدم اجتثاثهم من السلطة، بحيث يكون مطلبهم الأول هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع كافة الأطراف.
وأكد أن استجابة الحوثيين للقرار الأممي بالانسحاب من الأراضي التي سيطروا عليها لن يكون بالسهولة المتوقعة، لافتا إلى أنهم سيحاولون الاستفادة القصوى من عامل الوقت للحفاظ على بعض المكاسب، التي حققوها على الأرض واستخدامها كورقة تفاوضية لجني مكاسب سياسية من خلال الحوار.