تراجعت أجواء التفاؤل السياسي الحذر بقرب اجتماع الأطراف اليمنية المتصارعة في جولة جديدة من المباحثات للتوافق حول آليات الحل السياسي للأزمة اليمنية، وتراجعت معها آمال الشعب اليمني بأن نهاية الحرب في اليمن باتت قريبة وبعد نحو 7 أشهر من بدء عمليات “عاصفة الحزم” في 25 مارس 2015 وأصبح التساؤل أمام الدوائر السياسية العربية والغربية: الحسم العسكري أم السياسي سوف يكتب نهاية الحرب في اليمن ؟
تقرير مركز الدراسات الجيواستراتيجة في واشنطن، يرى أن الحسم العسكري لايزال بعيدا، وقد فشلت توقعات الحسم منذ 25 أبريل 2015، حين أعلنت قوات التحالف العربي انتهاء عملية “عاصفة الحزم” بعد أن حققت أهدافها بتمير قوة المتمردين، وبدء عملية “إعادة الأمل”، لكن المواجهات لاتزال مستمرة، والحسم السياسي فشل أيضا بتوقف جولات المفاوضات السياسية. ويؤكد التقرير أن الحسم السياسي متوقف على نتائج “الحسم العسكري” أولا، وأن الحسم العسكري متوقف على أبواب العاصمة اليمنية “صنعاء” ومن يمتلك العاصمة يتملك أوراق الحسم السياسي.
ويؤكد خبراء عسكريون مصريون، أن الطبيعة الجغرافية اليمنية لها دور كبير في الحسم العسكري، وأن القصف الجوي لا يضع نهاية للحرب ، ولكنه يحد فقط من القدرات والامكانيات العسكرية لقوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، وتبقى المواجهة على الأرض رغم صعوبتها هي نقطة الفصل في النزاع. وقال الخبير العسكري، العميد علوي فهمي، لـ”الغد العربي”، إن التساؤل حول نهاية الحرب في اليمن، يتردد كثيرا مع كل محاولة من المبعوث الأممي لدى اليمن ، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لعقد جولة مفاوضات تجمع الأطراف اليمنية للبحث عن منافذ الحل السياسي، وفي نفس الوقت تتردد تصريحات من قوات التحالف بأن الحسم العسكري بات قريبا، وأن السيطرة على العاصمة” صنعاء” لن تتأخر عن أيام، في حين لا يزال الصراع حول صنعاء وتعز قائما، مع سيطرة الحوثيين على مناطق نفوذ في الشمال “صعدة ومدن مجاورة”، أما تنظيم القاعدة في اليمن، فإنه يسيطر على مناطق في الجنوب الغربي مع فصائل من التيار السلفي المتشدد.
بينما يرى الخبير العسكري، اللواء عادل عبد اللطيف، أن الحرب في اليمن اقتربت من نهايتها، بوضع حد للعمليات العسكرية على هامش التوجه للحسم السياسي وبدء جولات حوار قد تطول وفقا لقبول الأطراف المتصارعة تنازلات متبادلة للحل الوسط. وقال اللواء عبد اللطيف، لـ”تلغد العربي”، “بدون ذلك فإن الصراع العسكري سوف يتواصل لأن الحسم العسكري داخل اليمن يواجه تضاريس صعبة، وبصرف النظر عن دعم قوى إقليمية لقوات الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح”. ولذلك فإنه مع كل تصريح بقرب الحسم العسكري نجد تطورات جديدة معاكسة، ففي حين أعلن مستشار وزير الدفاع السعودي، المتحدث باسم قوات التحالف العربي، العميد أحمد العسيري، أمس السبت، بأن الحسم العسكري والنصر بات قريبا “جدا” بعد سيطرة الحكومة الشرعية علي 70 % من الأراضي اليمنية، تزامنت تصريحاته مع سقوط مدينة دمت بمحافظة الضالع وسط اليمن بأيدي ميليشيات الحوثيين والرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح بعد معارك عنيفة بين المقاومة الشعبية والميليشيات استمرت عدة أيام، وهو ما حدث بشأن الاقتراب من الحسم في صنعاء، وحتى في المحافظة التي تم تحريرها “عدن” لا تزال أطراف المحافظة تحت سيطرة جماعات من الحوثيين وأنصار صالح.
وفي نفس السياق توقع “ولد الشيخ”، بدء المحادثات بين الأطراف المتناحرة، قبل منتصف الشهر الجاري أو على الأكثر في 15 نوفمبر، كما أعلن جميع أطراف النزاع الرئيسيين موافقتهم على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يدعو الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، للانسحاب من المدن الرئيسية وتسليم الأسلحة، ثم بدء الحوار الوطني، والخلاف القائم حاليا حول توقيت تنفيذ الاتفاق، فبينما طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي تنفيذ ذلك قبل بدء المحادثات، تريد جماعة الحوثيين وصالح، أن تبحث المفاوضات أولا آلية تطبيق القرار الدولي.
