اليمين الشعبوي في أوروبا «حائر» بين ولائه للرئيس بوتين والتضامن مع كييف
تخيم تداعيات الحرب في أوكرانيا، على الساحة السياسية والحزبية في أوروبا، وتحديدا على «حركات اليمين الشعبوي في اوروبا»، التي أصبحت في موقف حرج ما بين ولائها الإيديولوجي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتضامها مع كييف، محملة في الوقت نفسه المسؤولية في النزاع إلى الغرب..ولم يجد قادة أحزاب اليمين الشعبوي في جميع دول الاتحاد الأوروبي من ألمانيا إلى فرنسا مرورا بإيطاليا والنمسا وإسبانيا، وهولندا، طريقا آمنا أمام الشارع الأوروبي سوى التنديد بالعملية العسكرية الروسيية في أوكرانيا.
- رغم أن الأحزاب الشعبوية متهمة بالتواطؤ مع بوتين لهدم وحدة أوروبا.
مأزق اليمين المنطرف في اوروبا
وبات واضحا أن الحرب في اوكرانيا، وضعت «حركات اليمين الشعبوي في اوربا»، في وضع «حرج»، وأن الذين كانوا يقيمون علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي،بوتين، أو على الأقل يشاطرونه قيمه، ويؤيدون ثقافة «الرجل القوي» التي يجسدها، يجدون صعوبة في أخذ مسافة عنه اليوم.
ومن هنا تباينت المواقف بين التحفظ، والشجب، أو تبرير الموقف الروسي، واتهام الغرب بتحمل المسؤولية:
- ورغم أن زعيم حزب «الرابطة» في إيطاليا، ماتيو سالفيني، لا يتردد عموما في إبداء إعجابه بالرئيس الروسي، فلاديميربوتين، إلا أنه أعلن «حين يهاجم طرف ما، من الواضح أنه ينبغي الوقوف بجانب الذي يتعرض للهجوم».
- ونفس الموقف تقريبا عبر عنه «إريك زمور»، أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف الفرنسي، والذي دعا عام 2018 إلى قيام «بوتين فرنسي»، إلا أنه أعلن بتحفظ واضح، أن «المذنب هو بوتين، والمسؤول هو الحلف الأطلسي الذي لم يتوقف عن التوسع».
- وفي ألمانيا، كان موقف حركة اليمين المتطرف، أكثر تحفظا بالنسبة لروسيا، ويدين في نفس الوقت الموقف الغربي، حيث نددت زعيمة الكتلة النيابية لحزب «البديل من أجل ألمانيا»، أليس فايدل، بما وصفته بـ «الفشل التاريخي» للغرب، متهمة إياه بأنه لوّح لأوكرانيا باحتمال الانضمام إلى الحلف الأطلسي بدل أن يدعو إلى حل في هذا البلد يقوم على «الحياد»
وترى «أليس فايدل»، أن هذا النهج يعود إلى إنكار «وضع روسيا كقوة كبرى»
- وفي اليونان ، قال زعيم حزب «الحل اليوناني» القومي ، كيرياكوس فيلوبولوس إنه إن لم تكن روسيا مهددة، فماذا يفعل الحلف الأطلسي إذا على حدودها؟! وبينما يرى زعيم المنتدى من أجل الديموقراطية الهولندي، تيير بوديه، أن روسيا لم تكن تملك خيارا آخر.
وأوضح الخبير السياسي فولفغانغ شرودر من جامعة كاسل الألمانية، متحدثا لوكالة فرانس برس، بحسب تقرير وكالة الأنباء الألمانية، أن هذه الأحزاب تلتقي في الواقع مع «المواقف الروسية التي تعتبر أن النزاع لا يمكن أن يُنسب إلى فلاديمير بوتين وحده، بل بالأحرى بجزء كبير منه إلى الغرب».
- واكتفت زعيمة التجمع الوطني في فرنسا، ماري لوبن، بشجب التدخل الروسي عسكريا في أوكرانيا قائلة «إنه انتهاك للقانون الدولي لا يمكن الدفاع عنه».
وقالت لوبن التي تواجه انتقادات تأخذ عليها صورة للقاء جمعها بالرئيس الروسي، ترد في منشورات حملتها الانتخابية : « إن بوتين اليوم ليس هو ذاته الذي استقبلها في موسكو عام 2017.
وتتساءل وسائل الإعلام الفرنسية، عن سبب عدم تأثر الحملة الانتخابية لمارين لوبن بالحرب في أوكرانيا؟ وأشارت صحيفة «لوباريزيان» إلى أنه على الرغم من الحرب في أوكرانيا، لا تزال مرشحة التجمع الوطني مستقرة في استطلاعات الرأي، على عكس منافسيها إريك زيمور وفاليري بيكريس، مضيفة أن ناخبي مارين لوبان هم في غالبيتهم من الطبقة العاملة التي لا تهتم بالعلاقات الدولية في إشارة لعلاقة لوبان ببوتين.
