اليمين المتطرف.. «داعش البيضاء» في أوروبا

وقائع الجريمة الإرهابية المروعة التي استهدفت مسجدين أثناء أداء المسلمين صلاة الجمعة، في مدينة «كرايست تشيرش» جنوب نيوزيلندا ـ  دولة الهدوء والتسامح وقبول المهاجرين ـ فتحت ملف إرهاب اليمين المتطرف، أو ما يسمى بـ «داعش البيضاء»، ومن يرهبون العالم بأفكارهم المتشددة، بحسب تعبير خبراء أمن في مفوضية الاتحاد الأوروبي، وكأن قدر المسلمين، أن يواجهوا   دموية «داعش السوداء» في الشرق، وإرهاب «داعش البيضاء» في الغرب!!

 

الإرهاب الأبيض.. وعقدة التفوق الغربي

الإرهاب الأبيض لا يختلف كثيرا عن الإرهاب الأسود ( داعش والتنظيمات التكفيرية)، فكلاهما من منبع واحد «الإرهاب والتطرف»، فى مثل هذا المناخ الخالى من الضوابط الأخلاقية والقيمية، خاصة وأن مشكلة المجتمعات الأوروبية والولايات المتحدة أنها تتصور أن الحرية لا سقف لها، وأنها تتيح الحق فى ازدراء الغير بما فى ذلك تاريخهم ونمط حياتهم وعقائدهم ورموزهم الدينية والسياسية دون أدنى حساب ودون أدنى مراجعة، وتصبح الجرائم التى تستهدف الغير أيا كانوا مجرد أحداث عابرة، تستحق التعاطف العابر ولكنها لا تلزم بتغيير النهج ومواجهة حركات التعصب وأسسها الفكرية والايديولوجية.. ويرى مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، د. حسن أبو طالب، أن أفكار اليمين الأوربى والأمريكى حول التفوق الغربي الأبيض كانت موجودة بقوة في قلب تلك الجرائم.

 

مبادئ النقاء الذاتى والتفوق الحضاري.. جوهر التطرف والإرهاب

وقد أثبتت الجريمة الإرهابية المروعة، في نيوزيلندا، أن الدعوة إلى تفوق العرق الأبيض لم تعد مجرد دعوة سياسية تتردد أصداؤها فى أثناء السجالات الانتخابية في عدد من دول أوروبا والولايات المتحدة، فمع تكرارها والتنظير لها ووصول بعض رموزها إلى البرلمانات والحكومات الأوروبية، تحولت إلى عقيدة وأيديولوجية لدى البعض، تتفرع عنها مجموعة من الأفكار التى تقوم على الفصل بين ما يعتبرونه أوروبا المتحضرة والقوية وبين غير الأوروبيين الهمجيين، وهو فصل يرونه خطوة أولى لاستعادة النقاء الأوربى والأرض الأوروبية  مما لحق بها من طفيليات فى صورة مهاجرين أو لاجئين لا تستحق من وجهة نظرها العيش أو أن تطأ أقدامهم أرضهم الأصلية.. ويضيف د. ابو طالب: من الواضح أن مبادئ النقاء الذاتى والتفوق الحضاري وكراهية الغير هي الجوهر الأساس للعنصرية والاستعلاء والتطرف والإرهاب، وفى الجريمة الإرهابية التى جرت وقائعها فى مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، تبدو الأمور أكثر من واضحة حول ما وصلت إليه حركات التفوق الأبيض من تطرف وعنف وكراهية بلا حدود، وتحولها إلى حركة ذات طبيعة عالمية وليست محدودة فى بلد أو أكثر قليلا.

 

تثبيت فكرة الفصل بين الغرب والشرق، وبين الإسلام والمسيحية

وفي تفاصيل تلك الجريمة المروعة تظهر عدة حقائق مجتمعة، أبرزها العبارات التى كتبها الإرهابي اليميني المتطرف، على أسلحته، وهي تواريخ وأحداث صراعية تاريخية شهيرة بين الحضارتين الإسلامية والأوروبية الصليبية، خاصة حروب الدولة العثمانية وفتح العرب المسلمين للأندلس ثم هزيمة ممالكهم على أيدي قادة أوروبيين مسيحيين، ما يشير إلى أن هناك عملية تنشئة تتم بتدرج مستخدمة الوقائع التاريخية القديمة من أجل تثبيت فكرة الفصل بين الغرب والشرق، وبين الإسلام والمسيحية، وأن لا تعايش بينهما، وأن المواجهة الدائمة هى أساس العلاقة والتفاعل. وهي تقريبا الفكرة ذاتها التي تؤمن بها التنظيمات التكفيرية المتطرفة وفي المقدمة داعش والقاعدة.

  • وهكذا يجتمع توظيف الأحداث التاريخية وأخرى جارية والمخاوف المصطنعة من المهاجرين لجذب مزيد من التأييد لتلك الأفكار المريضة. وكما يحدث دائما فى كل حركات التطرف حيث يتم التركيز على جذب صغار السن والجهلاء والذين لديهم استعداد للتطرف، لكي يكونوا أدوات بلا عقل يتم توظيفها لخلق وقائع على الأرض تُثبت أفكارهم وتُحيى آمالهم في تحقيق تفوقهم وانفصالهم عن الأغيار، حسب عقيدتهم.

انحياز الإعلام الغربي ضد المسلمين

بينما يرى مرصد دار الإفتاء المصرية، أن هناك سببين لتفاقم ظاهرة العداء للمسلمين، هما: اليمين المتطرف من جهة، وتركيز وسائل الإعلام الغربية على هجمات المتطرفين المسلمين دون غيرها من جهة أخرى، حيث أشارت دراسة وضعها باحثون بجامعة جورجيا فيما يطلق عليه «قاعدة بيانات الإرهاب» إلى أنه من بين العمليات الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 2006 و2015، شن أشخاص مسلمون 12.5% من هذه الهجمات، لكن حصلت هذه الهجمات على تغطية إخبارية أكثر بنسبة 357% من التغطية العادية لأي حادث إرهابي آخر، أي أكثر من ثلاثة أمثال ونصف.

  • وكشف  وزير العدل النيوزيلندى،  أندرو ليتل،  أن وكالات الاستخبارات فى بلاده كانت ترصد أنشطة اليمين المتطرف.. موضحا أن أجهزة الاستخبارات كانت تقوم تحديدا برصد صعود اليمين المتطرف وتفوق العرق الأبيض خلال الأشهر التسعة الماضية.

 

من هم اليمين المتطرف؟

«داعش البيضاء»،توصيف أطلقه خبراء أمن وسياسيون غربيون، على تيار اليمين المتطرف، وهو تيار سياسي يتبنى نزعة متطرفة ضد المسلمين والأجانب المهاجرين، ولديه تمسك متطرف بالقيم الوطنية وبالهوية الثقافية والسياسية واللغوية، فهو يستخدم كافة طرق العنف والأسلحة لحماية تلك القيم المزعومة.. وصعد اليمين المتطرف بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وانهيار الدول وظهور الركود الاقتصادي، والأزمة العالمية، وبدأوا ينظرون إلى الأجانب بكل كره، فهم يرون أنهم يزاحمونهم على الوظائف والمناصب فى بلادهم، ومن هنا ظهرت العدائية تجاه الأجانب، وانتشرت مع مرور الوقت.

إرهاب «داعش البيضاء» يهدد  كيان الدول الأوروبية

ويرى خبراء أمن، أن الغرب يواجه قضية أمنية معقدة، تهدد كيان الدول الأوروبية واستقرارها،  وبعد أن تنامى هذا التيار الإرهابي (اليمين المتطرف)، في السنوات الأخيرة  مع  صعود العديد من التيارات والأحزاب السياسية التي تنتهج النزعة اليمينية المتطرفة فى العديد من الدول الأوروبية والأمريكية، وحققت هذه الأحزاب مكاسب سياسية هامة فى العقد الأول والثاني من القرن الواحد والعشرين.. وتزامن هذا الصعود للدواعش الغربيين البيضاء مع هيمنة ظاهرة الإسلاموفوبيا على عقول عدد كبير من المواطنين الغربيين وخاصة فى القارة الأوروبية، وذلك منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 مرورا بالجرائم التي ارتكبتها جماعات إرهابية ضد أبرياء وحتى ظهور تنظيم داعش الإرهابى، والذى عزز هذا الشعور ضد الجاليات المسلمة في الدول الأجنبية.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]