اليمين المتطرف يسعى لتعزيز وجوده على الحدود المغربية الإسبانية
تناولت صحيفة “الباييس” الإسبانية في عددها الصادر اليوم موضوع اليمين المتطرف الإسباني الذي صعد نجمه في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وقالت الجريدة أنه بعد أن قدَّم حزب اليمين الاسباني المتطرف “بوكس” مقترحه القاضي بتشييد جدار فاصل بين الحدود الإسبانية والمغربية، حقق الحزب بمدينة سبتة أفضل النتائج في الانتخابات.
ونقلت الصحيفة أن معظم المغربيات بالمدينة يعملن بطريقة غير شرعية في مجال رعاية كبار السن مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز 350 يورو والجدير يالذكر أن الحد الأدنى للأجور بإسبانيا هو 900 يورو.
وتتوقع الصحيفة أن يحقق اليمين المتطرف نتائج جيدة في المدينة ليفوز بمعظم مقاعد المجلس المجهوي الذي يشغل المسلمون حالياً اكثر من ثلث أعضائه، مؤكدةً أن الحزب الشعبي المحافظ سيخسر سيطرته على المجلس التي حافظ عليها طيلة 18 سنة.
وعلى الرغم من تقديمه مقترح بناء جدارٍ عازل يفصل المدينة عن المغرب، إلّا أن الحزب قد حقق أفضل النتائج بالمدينة التي يفوق عدد المسلمين بها الأربعين بالمئة من إجمالي السكان البالغ عددهم 85 ألف نسمة، متجاوزاً بذلك الحزب الاشتراكي، لتحتل مدينة سبتة بذلك المرتبة الأولى في الترتيب بين عواصم الأقاليم التي أصبح اليمين المتطرف فيها القوة اليمينية الأولى.
ويحذر خصوم الحزب من أن هذا الصعود يشكل خطراً على التعايش السلمي بالمدينة. وتكشف الجريدة أن سبتة هي الإقليم الثاني، بعد مليلية، على صعيد القارة الأوروبية من حيث نسبة العاطلين عن العمل الذين تترواح أعمارهم بين 15 و24 سنة.
وحسب الإحصاءات الأوروبية فإن ثلاثة من كل خمسة شبان لا تظهر عنهم أي تفاصيل لدى أية جهة، كما لا يبذلون أي جهد لتغيير واقعهم. وتشرح الصحيفة أن نصف الانتاج الداخلي الخام للمدينة يعتمد على اعانات القطاع الحكومي بشكل مباشر، كما ينعدم أي نشاط اقتصادي باستثناء سبع شركات للغمار عبر الانترنت أو التبادل التجاري الحدودي مع المغرب الذي يعيش أسوأ أيامه.
وتختم الصحيفة بالقول أن هذا الوضع نتج عنه بروز خطاب معادي للمهاجرين لا ينتشر فقط بين أنصار اليمين المتطرف بل يتعداه للمسلمين أيضاُ.
يذكر أنه يتم عبور يومياً حوالي 30 ألف شخص الحدود بين سبتة والمغرب لأغراض مختلفة بينها الزيارات العائلية أو التبادل التجاري. ويُنتظر أن تشهد إسبانيا تنظيم انتخابات إقليمية، بلدية وللبرلمان الأوروبي في الـ 26 من الشهر الجاري، وكان حزب المينين المتطرف “بوكس” قد حصد 24 مقعداً بالبرلمان الوطني في انتخابات 28 أبريل المنصرم، ويتوقع خبراء أن يواصل اليمين المتطرف صعوده في كل المقاطعات والاقاليم الاسبانية.