بالتزامن مع قدوم إدارة أمريكية جديدة و مع استمرار التوتر بين إيران والمجتمع الدولي حول برنامجها النووي و ملفات حقوق الإنسان و الإرهاب وغيرها ، يقترب موعد انتخاب الرئيس الجديد لايران .
رئيس بلا مهام
تجرى الانتخابات الرئاسية كل أربع سنوات ، وانتخابات هذا العام هي الثالثة عشرة و من المقرر إجراؤها في الثامن عشر من يونيو القادم .
و رئيس إيران هو أعلى مسئول في البلاد ينتخب بشكل مباشر، وهو رئيس السلطة التنفيذية، و منصبه هو ثاني أهم منصب بعد المرشد الأعلى ،الذي يعد رئيس الدولة الفعلي في إيران .
و منصب الرئيس في ايران يعد منصبا فخريا لأنه يقتصر على إدارة الحكومة بعد إلغاء منصب رئيس الوزراء و دمجه بمنصب الرئيس.
كما أن السلطة التنفيذية والرئيس تحديدا في إيران لا يسيطران على القوات المسلحة، بالرغم من أن الرئيس يعين وزيري الاستخبارات والدفاع، بعد أن يحصل على موافقة صريحة من المرشد على تعيين الوزيرين،
ويسيطر المرشد أيضا على الجهاز القضائي، والاعلام، ومجلس صيانة الدستور، ومجلس تشخيص مصلحة النظام ،و مجلس صيانة الدستور هو المختص باستقبال طلبات الترشح للرئاسة و بقبولها أو رفضها.
ومن شروط الترشح: أن يكون رجلا إيرانيا ولد في إيران ، و مؤمنا بالوصاية المطلقة للولي الفقيه والمرشد، وتجاوز عمره 25 عامًا و لم يتعدى 75 عاما.
و تشير التوقعات إلى وجود ثلاثة مرشحين محتملين لخلافة حسن روحاني ، و هم العميد حسين دهقان، القائد السابق للقوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني ، وزير الدفاع في حكومة روحاني الأولى، وهو متشدد مقرب من المرشد ومدرج على لائحة العقوبات الأمريكية
والثاني هو العميد سعيد محمد، القائد السابق لتكتل البناء والهندسة التابع للحرس الثوري الإيراني، لديه خبرة دولية ضئيلة، لذا ليس من الواضح ما هو نوع السياسة الخارجية التي سيتبعها في حالة انتخابه.
على النقيض من المرشحين السابقين يأتي المرشح الثالث علي مطهري، نائب برلماني سابق ورئيس حزب الأمة، عرف بمواقفه المعارضة للمرشد، وله شعبية بين أوساط الشباب، رفض ترشيحه في فبراير 2020، إلا أن تسريبات تشير إلى وجود ضغوط له لإقناع المجلس بالسماح له بالترشح للرئاسة.
نظام غير ديمقراطي
أكد مدير مركز الدراسات الإيرانية في لندن الدكتور علي نوري زادة، أن النظام الإيراني لا يمت بصلة للنظام الديمقراطي.
وأوضح زادة، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن الرئيس الإيراني يرشحه ولي الفقيه وليس الشعب.
وأكمل أن مجلس صيانة الدستور يغربل ويختار مرشحي الرئاسة الإيرانية.
وأشار إلى أن شكل وطريقة مفاوضات الاتفاق النووي ستحدد ماهية الرئيس الإيراني المقبل، ففي حال وصول المفاوضات إلى طريق مسدود ستكون الرئاسة من نصيب الرئيس أحمدي نجاد المعروف بتشدده.
وشدد على أن محمد جواد ظريف مرشح بقوة لرئاسة إيران حال نجاح المفاوضات حول الاتفاق النووي.
لا صلاحيات
أكد الكاتب والباحث السياسي من طهران دكتور حسين حائري، أنه لا يمكن للرئيس الإيراني أن يتخذ قرارا دون موافقة المرشد الأعلى.
وأوضح حائري، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن الانتخابات الرئاسية في إيران ليس لديها أهمية.
وشدد على أن منصب الرئيس الإيراني بلا صلاحيات لذلك فهو منصب يتبع المرشد الأعلى.
