انتخابات الرئاسة التركية تفرض موقف أردوغان ضد روسيا
ترصد الدوائر السياسية في موسكو، تأثير الأوضاع الداخلية في تركيا على مواقف الرئيس أردوغان ضد روسيا في وقائع وأحداث لم يراع الرئيس رجب طيب أردوغان «علاقات الصداقة والمصالح الاقتصادية مع روسيا»، وتحت ضغط أحكام مواقف وسياسات داخلية، كانت من أهم الأسباب التي لا تسمح لأردوغان بالاعتراف بعودة أراضي روسيا التاريخية إلى سلطة موسكو، بحسب تعبير الخبير الروسي، بيوتر ماكيدونتسيف، مشيرا إلى رفض تركيا الاعتراف بانضمام دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون إلى روسيا.
- ويرى المحلل السياسي الروسي، أن تركيا التي تتمتع بمكانة خاصة في الناتو، أصبحت شريكا مهما بشكل خاص لروسيا في السنوات الأخيرة، ولم يعد من الممكن تجاهل رأي أنقرة، الذي غالبا ما يختلف عن موقف موسكو، لا سيما في الأمور المتعلقة بالأراضي الروسية.
تركيا ترفض وتعترض على قرار روسيا
وكانت وزارة الخارجية التركية قد أعربت في بيان، عن رفضها القاطع لنتيجة استفتاء المناطق الأوكرانية الانضمام لروسيا. وقالت: «لا يمكننا قبول هذا القرار الذي يعد انتهاكا خطيرا لمبادئ القانون الدولي الراسخة». وأشار البيان إلى أن: «تركيا لم تعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في استفتاء غير شرعي أجرته في عام 2014، وشددت في كل مناسبة على دعمها القوي لسلامة أراضي أوكرانيا واستقلالها وسيادتها.. وتماشيا مع هذا الموقف الذي اتخذناه في عام 2014، نرفض قرار روسيا بضم مناطق دونيتسك، ولوجانسك، وخيرسون، وزابوريجيا الأوكرانية».
أسباب حاكمة لمواقف أردوغان
ومن الواضح أن هناك أسبابا حاكمة للسياسات التركية ومواقف الرئيس أردوغان، وغالبا ما يفسر عدم اعتراف تركيا بالولاية القضائية الروسية على شبه جزيرة القرم (والآن أيضا على جزء كبير من نوفوروسيا التاريخية) بعوامل خارجية (الخشية من تعميق الخلافات مع حلفاء الناتو والخوف من العقوبات الأمريكية والأوروبية)، أما في الواقع، فالأمور أكثر تعقيدا من ذلك، بحسب تقديرات «ماكيدونتسيف»، مشيرا إلى تأثير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المقبلة في شهر يونيو/ حزيران 2023.
- ويرى المراقبون، أنه سيكون من الصعب جدا، على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الفوز في هذه الانتخابات، خاصة وأن خصوم أردوغان الرئيسيون في تحالف المعارضة السداسي، يؤكدون أن تركيا، في ظل حكمه، أصبحت قريبة جدا من روسيا وابتعدت عن حلفائها في الناتو.
أردوغان يتحسب لأصوات الأتراك من أصول القرم وشمال القوقاز
إضافة إلى ذلك، فإن الرئيس التركي مجبر على التعامل مع أكثر الجماعات عداء لروسيا بين السكان، أي الأتراك من أصول تتار القرم، و«الشركس» المهاجرين من شمال القوقاز. وإذا كان الأمر كذلك، فمن أجل كسبب أصوات إضافية، لن يعترف أردوغان بإرادة سكان دونباس وخيرسون وزابوريجيا.
توسيع نفوذ تركيا في البحر الأسود
ويشير «ماكيدونتسيف»، إلى أن لدى تركيا أيضا سبب في السياسة الخارجية لعدم الاعتراف بإعادة توحيد جزء من «نوفوروسيا» مع روسيا. فلسنوات عديدة، لعبت أوكرانيا، بسيطرتها على أراضي نوفوروسيا التاريخية، دور منطقة عازلة تفصل روسيا عن البحر الأسود. وسمح ذلك لتركيا بالشعور بثقة أكبر في منطقة البحر الأسود وتوسيع نفوذها في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي براحة.
- وفي مواجهة الرفض التركي لنتائج الاستفتاء التي جاءت بشبه إجماع للانضمام لروسيا. قالت الباحثة السياسية، آنا فيدوروفا، إن نتائج الاستفتاءات المنجزة في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، تظهر بوضوح رغبة سكان هذه المناطق بالإجماع في أن يكونوا مع روسيا، والحال كذلك في منطقتي زابوريجيا وخيرسون، وبتحليل نتائج استبيانات الرأي السابقة، نجد أن نسبة الإقبال الكبيرة جدا في الاستفتاءات تستحق اهتماما خاصا، فقد تجاوزت ما توقعته استطلاعات الرأي الاجتماعية.